فتحت عملية اغتيال استهدفت يوم أمس محافظ تعز أمين أحمد محمود بتفجير قوي تعرض له موكبه في مدينة إنماء بمديرية البريقة، الباب أمام تساؤلات عدة أبرزها: هل انتقل صراع قوى تعز إلى عدن؟ أم أن جرائم الاغتيالات التي اقتصرت طوال الأربع السنوات الماضية على استهداف قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات جنوبية في عدن اتسعت الأن لتشمل قيادات الشمال المتواجدين في المدينة؟ - تفاصيل العملية مصدر أمني أفاد صحيفة (عدن الغد) بأن الانفجار الذي وقع بحي إنماء أمس استهدف موكب محافظ تعز. وقال المصدر الأمني إن الانفجار اصاب موكب المحافظ أمين أحمد محمود وخلف عدد من القتلى والجرحى فيما نجا محافظ تعز. وهرعت عدد من سيارات الاسعاف الى موقع التفجير. وقال شهود عيان لصحيفة "عدن الغد" ان عدد من سيارات الإسعاف وصلت الى موقع التفجير. وقال شاهد عيان ان ثلاثة اشخاص سقطوا في الانفجار نقلوا من المكان. واصاب التفجير سيارة مدرعة كان محافظ تعز يستقلها ضمن موكبه الذي يضم عدد من الاطقم. وهزت شدت الانفجار مدينة انماء بعدن التي وقع الانفجار بالشارع الرئيسي فيها. وقال شاهد عيان لصحيفة "عدن الغد" إن الانفجار اعقبه اطلاق نار كثيف. - صراع في تعز واستهداف لمحافظها بعدن وتلقي عملية التفجير التي استهدفت اغتيال محافظ تعز ونجا منها بأعجوبة بظلالها على واقع صراع محتدم تعيشه "تعز" منذ أشهر بين القوى السياسية والفصائل المسلحة التي تتقاتل هناك للاستحواذ على أكبر قدرة من النفوذ الجغرافي والسياسي والعسكري على أرض "الحالمة". مراقبون سياسيون تعالت أصواتهم مؤخرا محذرة من صراع كارثي تفاقم في محافظة تعز بين عدن قوى وفصائل مدعومة من قبل جهات محلية وإقليمية، مؤكدين أن تعز تنزلق صوب مستنقع خطير من العنف المتصاعد بفعل معركة على النفوذ حرفت مسار عملية التحرير بعيدا عن تحقيق أهدافها. وفيما شهدت تعز عديد من عمليات الاغتيال والقتل التي طالت شخصيات سياسية وعسكرية فيها، تسجل عملية تفجير إنماء يوم أمس أول واقعة اغتيال تستهدف مسؤول حكومي بارز من المحافظات الشمالية، الأمر عزاه مراقبون إلى احتمالين هما: إما توسع العنف والصراع الذي تشهده محافظة تعز وانتقاله لملاحقة المسؤولين عنها في محافظة عدن التي لجوء للإقامة فيها نتيجة مخاطر تتربص بهم هناك أو لسهولة تواصلهم مع الحكومية الشرعية في العاصمة عدن، والاحتمال الثاني هو توسع عمليات الاغتيال التي تعيشها عدن منذ أربع سنوات من الانفلات الأمني غير المسبوق لتضع على قائمة أهدافها شخصيات من المحافظات الشمالية بعد أن كانت القائمة تقتصر على اغتيال الجنوبيين. - تصعيد يعصف بتعز وبالعودة إلى ما تشهده تعز من صراع سياسي وعسكري محتدم، فقد أعلن أمس عن فشل لجنة شكلت من أطراف عدة بتعز لتهدئة الوضع. وقالت مصادر الصحيفة بمحافظة تعز أن لجنة التهدئة لم تتمكن وحتى يوم أمس من وقف الاشتباكات بين القوات التابعة للإصلاح، وكتائب أبو العباس، وسط وشرق مدينة تعز. وأكدت المصادر أن دبابات وعربات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح قصفت أمس مواقع جماعة أبو العباس في قلعة القاهرة، ورد الجماعة بقصف مماثل. وقال موقع "العربي" بانه "على الرغم من مرور يومين على توجيه الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة رئاسية، للوقوف على أوضاع المحافظة وتعزيز أمنها واستقرارها، فإن الأطراف المتقاتلة تحشد مزيداً من المسلحين للدفع بهم للقتال الداخلي. فيما لا يزال المواطنون ينتظرون مصيرهم المؤلم، بين الموت برصاص من يدّعون تحريرهم، أو الجوع والخوف والرعب والحصار في منازلهم". مواطن من سكان حي الدمينة بتعز قال للموقع ذاته: "الجميع لديهم عناصر خارجة عن القانون، والجميع مليشيات يتقاتلون على السلطة في ظل غياب تام للشرعية، بل وغياب متعمد، لتظل تعز تسبح في دوامة الدم والاقتتال، وأكثر ما قد تحظى به هي لجان تهدئة، ليس لوقف القتال، بل لضمان إستمراره"، مضيفاً أن "ما يحدث اليوم هو قتال بين جماعات دينية مسلحة لا تمت إلى الجيش والشرعية بصلة، الإصلاحيين يستحلون دماء مخالفيهم بحجج واهية، والسلفيين يستحلون أعراض إخوانهم بحجج واهية أيضاً، بل وصلوا إلى إباحة سفك الدم المحرم". - عدنوتعز.. تداخل عنف وتمدد صراع - وأيا كان صحيحا خلف محاولة اغتيال محافظ محافظة تعز في العاصمة عدن سواء بإيعاز من طرف قوى الصراع في تعز أو توسع نوعي لأهداف عمليات الاغتيال في عدن، فأن المؤكد هو بروز خطر جديد يتمثل في تداخل وتمدد للصراع التعزي المسلح والانفلات الأمني العدني على رقعة تمتد من عدن وحتى تعز. ويسهم قرب المحافظتين في منح قوى العنف والجريمة سهولة في الانتقال ما بين مدينتي عدنوتعز وتنفيذ عمليات هنا وهناك، خاصة في ضل وضعيهما الأمني الحالي الذي يعاني كثيرا حتى أصبح الحلقة الأضعف في سلسلة فرض الاستقرار بعدن واستكمال التحرير بتعز واعاق تنفيذ الأمرين في المحافظتين. - دعوات تنتظر التنفيذ دعوات مجتمعية قديمة جديدة، تعالت بالأمس في العاصمة عدن مطالبة بوضع حد للانفلات الأمني الذي يغتال المدينة دون توقف منذ أربع سنوات ويضرب في كل ارجائها دون أن يتم انهاء هذا الانقلات الأمني الكارثي. قابلت تلك الدعوات الدعوات دعوات أخرى من أهالي محافظة تعز طالبت بدورها الجيش الوطني بتخليص المحافظة من مليشيات القوى السياسية والدينية التي تطالهم أكثر مما طالتهم بندقية الحوثيين.. فهل يستجاب هذه المرة للدعوتين العدنيةوالتعزية أم أن لا حياة لمن تنادي؟!