"كان كوفي عنان قوة موجهة للخير" هكذا نعى أمين العام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش، الأمين العام الأسبق كوفي عنان الذي توفي عن عمر ناهز الثمانين. وفي بيان صحفي قال غوتيريش إن عنان كان يجسد منظمة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنه ترقى بين صفوف الموظفين ليقودها إلى الألفية الجديدة بعزم وإباء لا مثيل لهما.
وأضاف غوتيريش أنه يفخر بأن عنان كان صديقا ومرشدا له، وبأنه اختاره ليكون مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين تحت قيادته.
وقال "ظل عنان شخصا ألجأ إليه دائما لطلب المشورة والحكمة، وأعلم أنني لم أكن وحدي في ذلك، لقد أتاح للناس في كل مكان مجالا للحوار ولحل المشاكل ومسارا لإيجاد عالم أفضل."
وفي هذه الأوقات الصعبة، لم يتوقف عنان عن العمل لتجسيد قيم ميثاق الأممالمتحدة، كما قال غوتيريش، مضيفا أن "إرثه سيظل مصدر إلهام لنا جميعا."
وقدم غوتيريش تعازيه للسيدة نان قرينة عنان ولأسرته وكل من يشعر بالحزن لوفاة ابن أفريقيا الأبي الذي أصبح بطلا عالميا للسلام من أجل البشرية جمعاء.ِ
وعلى موقع تويتر قال الأمين العام: كوفي عنان كان قوة موجهة للخير، أشارك العالم الحداد على وفاته. في هذه الأوقات المضطربة والعصيبة، سيظل إرثه، باعتباره بطلا عالميا للسلام، مصدر إلهام حقيقي لنا جميعا.
كوفي عنان، من غانا، كان الأمين العام السابع للأمم المتحدة. وقد تولى المنصب لفترتين من عام 1997 وحتى عام 2006. وكان أول شخص يترقى من بين صفوف المنظمة الدولية ليتولى قيادتها.
من بين أولوياته كان برنامج الإصلاح الشامل لتعزيز منظومة الأممالمتحدة وجعل النظام العالمي أكثر فعالية. وكان مدافعا ثابتا عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والأهداف الإنمائية للألفية وأفريقيا. وحرصا منه على أن تكون الأممالمتحدة أكثر قربا للجمهور العام، عزز علاقات المنظمة الدولية بالمجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء آخرين. وبمبادرة من عنان، عززت قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام بشكل مكن المنظمة من التكيف مع الزيادة السريعة في عدد عمليات وأفراد حفظ السلام.
وبناء على دعوات كوفي عنان، أنشأت الدول الأعضاء لجنة بناء السلام، ومجلس حقوق الإنسان. كما قام بدور محوري في إنشاء الصندوق الائتماني الدولي لمحاربة الإيدز والسل والملاريا، واعتماد استراتيجية الأممالمتحدة الأولى لمكافحة الإرهاب، وفي قبول الدول الأعضاء مبدأ "مسؤولية الحماية" لضمان حماية الناس من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.