في مثل هذا اليوم من العام الماضي وقد أديت فريضة الحج وبينما انا في مصعد سكن الحجاج بعزيزية مكةالمكرمة هرول إلي أحدهم ليلحق المصعد قبل إغلاقه وفي ثواني الصعود قال لي ناصحآ : انصحك بالمغادرة الفورية فما قلته في القنوات وكتبته عن وكالات الحج اليمنية قد دفع ببعض أصحابها للبحث عنك لتأديبك في ما قلته بحقهم فما كان مني الا تقمص الشخصية المصرية الحاذقة لأخلع خفيف خفيف وياروح مابعدك روح لأكتشف لاحقآ أن الناصح احد اصحاب الوكالات.. والحقيقة هنا انه لم يسبق لي ان تعاملت مع وكالة حج او تضررت منها بشكل شخصي فما حجيت الا مرة واحدة موفدا لقناة اليمن لكن ما شاهدته كان يجب علي نقله فهذا هو عملي ولأجل ذلك كنت برفقة حجاج بيت الله الحرام والحنق الحقيقي من بعض اصحاب الوكالات ليس مني وغيري من الاعلاميين كالزميل ياسر هادي وباسم الشعبي ومن حضروا تلك التغطية وكشفوا المستور بل من الخروج عن المألوف فيما هو قائم منذ ثلاثين عاما بين الوكالات ووزارة الاوقاف حيث الألفة والمحبة على طريقة سنبل في مقوات مركزي إب خذ وهات ليخرج الحاج اليمني بالفتات مما هو مرسوم في مخيلته من التزامات اكدت عليها الوكالة قبيل تسليمه المبلغ المحدد فالصدام الحقيقي كنا نشاهده واضحآ للعيان بين طاقم وزارة جديد أراد تطبيق المعايير المحددة لتحقيق النجاح وخدمة الحاج اليمني وبين قليل من الوكالات تعودت على بناء العلاقات الشخصية مع بعثة الحج الحكومية لتحقيق ارباح أعلى لا تأتي الا بهضم حقوق الحجاج والخروج عن سياق العقد معهم.. حاليا انتهى موسم حج هذا العام وانا المراقب من بعيد عبر من تعرفت عليهم من الحجاج والزملاء في التغطية الاعلامية ولإن الحق أحق ان يتبع وجدت نفسي ملزمآ كصحفي اولا ان اشيد بما حدث من تطور لافت في اداء وكالات الحج اليمنية بالتناغم التام مع وزارة الاوقاف والارشاد فحين قامت الوزارة بترتيب كل فعاليات الحج منذ وقت مبكر وفقا لمعايير واضحة تتعلق بشكل تفصيلي بشروط السكن والمخيمات وحتى مانيو الطعام ونوعه ووقته ولجان مراقبة مكثفة لكل مخيم في كل المشاعر المقدسة قامت الوكالات بدورها كما يجب فكانت النتيجة موسم حج ناجح كان المستفيد الاول منه الحاج اليمني مع بعض الهفوات البسيطة التي يمكن تجاوزها بحلول سريعة فالكمال لله وحده وبوجهة نظري المتواضعة ارى ان هذا التطور الكبير في اداء بعثة الحج اليمنية ماكان له ان يتم لو لم تتخذ الوزارة العقوبات اللازمة بحق المخالفين في موسم الحج الماضي فالثواب والعقاب السبيل الوحيد لتحقيق النجاح ونجاح بعثة الحج اليمنية تجلة بشكل يدعو للفخر والزهو بتلك الاشادة الكبيرة من الجانب السعودي بل وبدعوة بعض بعثات الدول الاخرى للأخذ بالتجربة اليمنية وتاكد ذلك بزيارات قام بها مسؤولي بعض البعثات لمكتب شؤون حجاج اليمنبمكة للاستفادة من ذلك.. عموما دعكم من كل ماسبق فما يدعوني الان فعلا للاعتزاز بيمنيتي وقوميتي الضاربة في جذور التاريخ هو الموقف اليماني الاصيل لوزير الاوقاف والارشاد الدكتور عطية ووكلائه حين رفضوا الجلوس إلى جانب مسؤولي بعثة الحج الايرانية ليعلو صوتهم بتلك النبرة اليمانية الحميرية انه لا سلام ولا طعام ولا جلوس مع من يقتلون ابناء اليمن عبر عصابات الحوثي وعملاء الفرس فقد تذكرت بهذا الموقف بشمر يهرعش ذاك الملك اليماني العظيم الذي حكم الجزيرة العربية وتحدثت عنه كل كتب التاريخ بصفته القائد العظيم الذي غزا فارس وعين واليآ عليها وتوفي وهو يقود جنوده على اسوار التبت في الصين ليقيم بذلك اكبر مملكة يمنية عظيمة كادت ان تحكم العالم كله ولعل هذه الرسالة اليمانية لبعثة الحج الفارسية ان تذكرهم بماضينا وماضيهم وبيوم حكمنا فيها بلادهم فالتاريخ يكرر نفسه والقيل اليماني سيعيد كتابة التاريخ كما يجب ان يكون وللحديث بقية...