من الظلم أن يجتمع أصحاب الرأي ليمطروا وابل من الانتقادات الموجهة - رغم أنها بدوافع وطنية دون سابق اتفاق - لشخصكم كرئيس توافقي، بوقت بدت ملامح التصدع تطفو على سطح المشهد السياسي ببلد عانى أبناءه ما يقارب قرن ونيف من الصراعات والبلابل السياسية المقرفه... فأبناء السعيدة بالمسمى هم في الأصل أبناء التعيسة بالمضمون فهم لا يحلمون بأكثر من إقامة العدل، فالبعض يرى أن من العدل تنفيذ النقاط ال20 والإيفاء بوعد ألزمتم به فخامتكم، وآخرون يرون أن من العدل حل القضية الجنوبية وصعده وغير كل ما سبق هناك من يرى أن بإسقاط الحصانة إقامة للعدل والجهة المعاكسة لا يخفى على أحد مطالبها ونظرتها لمبدأ العدل والمساواة...
الكل يغني على هواه وليلاه غير مبالين بشي يسمى انتماء لوطن بل تحول لانتماء تعبئة الكمر وكأنهم عابري سبيل مروا بترانزيت وما أكثر ذلك، فعدن غدت تبكي حسرة لما فقدته من انتعاش حتى على مستوى السلم الاجتماعي وأصبح أبناءها ضحية الطبال والقوارح وما تعلمونه يا فخامة الرئيس بهذا الشأن ليس بقليل...
لسنا بمقام العتاب والكلام والنقد الهدام بل نحن بمقام الأفعال، إذآ لابد أن ننتقل بإرادة وطنية أساسها الشعب لمربعات متقدمة من العمل التوافقي لا العودة لمربع الاعتصامات والمماحكات وعرض العضلات بالساحات فجميعنا سنجني ما نزرع، فبلدنا كفيل بقبر من تأمر وتفرعن فتاريخنا بشطري الوطن سابقا مليء بالعبر فحدث ولا حرج...
استأذن فخامتكم إخراج ما بجعبتي من نصائح بإيجاز : أولاً: لأي وقت تنتظرون فخامتكم لتدرجوا زيارة بعض المحافظات ضمن أولويات برنامجكم الرئاسي، زيارات لتلمس حالة الكادحين من أبناء عمومتكم فمن شأن هذه الخطوة تعزيز رابط الثقة بين الرئيس والمرؤوسين. ثانياً: ضعوا في أولى اهتماماتكم إيجاد همزه تصلكم بممثلي الأغلبية الصامتة فقد همشت كثيرا، رغم احتواءها لمعظم المفكرين والقيادات الوطنية الصادقة عن العدل والمساواة، أظن أنكم ستشكلون تحالف وطني غير مسبوق يضرب به المثل. ثالثاً: لا تستمعوا لمن عند المصيبة يفتر وبالنفس يهرد هدير عنتر فإنه مثل الحنشان بل وأخطر، فقد اختار فخامتكم شعب يناظر فيكم أمل التغيير الايجابي وأن يعود اليمن السعيد مسمى ومضمون على يديكم وبمساعدة الوطنيون الأوفياء، فكونوا عند حسن ظن جماهير شعبكم. أهدي فخامتكم مغناة المرشدي من كلمات د. الصريمي : نشوان كم في جعبتي نصايح وكم ورم قلبي من الفضايح وكم شسامح لو أنا شاسامح أوصيك لا تهرب ولا تمازح لا تفتجع من كثرة المرازح شق الطريق وظهر الملامح حتى تعارك صبحنا تصافح وينتهي الإرهاب والمذابح
لكم منا يا فخامة الرئيس جُل التقدير لرحابة صدركم في تقبل النصح والنقد البناء، والسلام تحية