أمام هذا الوضع .. تجثم حقيقة هائلة سوداء تتمثل في هذا الفراغ السياسي الذي يبتلع جهودنا , وتمضغ أشداقه قوانا الثورية والفكرية المكبوته . إن الصحف مجرد (( عرض للحالات )) وأن المكونات والملتقيات والمنتديات وغيرها هي عبارة عن مجالس قات وحلقات ثرثرة ومجالات للتزعُم والتمركز ! وماذا بعد ؟ لا كفاح سياسي .. لايوجد من ينظم الجهود المتناثرة ويقود الجماعات التائهة .. لاشيء إطلاقاً .. فراغ .. فراغ .. فراغ !! ومن هنا نجد حياتنا وواقعنا الثوري والسياسي الحاضر باهت الملامح مطموس المعالم . هناك صراع داخلي يكاد يمزق أوصال الحراك .. وهناك تيارات تدعم هذا التمزيق .. وهناااااك شعب ثائر على قيادة فاشلة أو أنها تتعمد الفشل !!!؟ لقد سقط الغشاء الرقيق الذي كان يحجب أعين الشعب الجنوبي العظيم .. وأنحسر ذلك البخار العاطفي الذي كان يلف الجميع بثوب ضبابي , بخار القيادة المثالية الغائمة .... هل تعلم أيها الشعب الصامد صمود الجبال ! هل تعلم بأن هذا الصراع الذي نراه في هذا الوقت هو نقطة لصالح مسيرتنا التحررية !!!! سيقول القائل كيف !!؟؟؟ أقول له إن حيث الصراع والقلق , تدور عجلة التطور , ومن تضارب الأرآء وتصارع الأفكار تنبع الحقيقة .. نعم فإن في هذه المرحلة الصعبة نحن بحاجة ملحة جداً بأن تنكشف الأقنعه الزائفه والوجوه القبيحة التي كانت من الأسباب الرئيسية لعرقلة ثورتنا الجنوبية المطالبة بالتحرير والإستقلال .. وإن مثل هذه الوقائع تجعلنا نعرف وبكل وضوح من هو الخائن والعميل ومن هم الرجال الذين يثبتون ويظهر معدنهم الأصيل . بإختصار سيكون يا أبيض ياأسود . فالله الحمد أن أسقط أقنعتهم الخادعه وأرحنا منهم ومن تخفى اليوم سينكشف غداً .. لأن شعبنا الجنوبي كالبحر يقذف القاذروات ولايقبلها أبداً. إذاً عندما يأتي غداً ..! ولاأدري متى يأتي هذا الغد _ غداً نحن مطالبون , بل محتم علينا أن ننتظم في صف واحد مهما كانت أفكارنا وتوجهاتنا مادام هدفنا هو الإستقلال يجب أن نتعامل معها إيجابياً حتى نحافظ على وحدة الصف الجنوبي ,,, ولابد من تكوين مجلس تنسيقي يضم كافة المكونات الموجودة بقيادة يختارهم الشعب وتوافق عليهم الهيئة الشرعية للجنوب .. إن الناس يريدون منكم أن تنفعلوا بواقع الشعب الجنوبي وتتفاعلوا معه , يريدون منكم حلولاً للمشاكل لا أن تكونوا سببها , يريدون منهج للعمل وخططاً مرسومة , ومواقف حاسمة . فهل تستطيعون فعلاً أن تفعلوها ..!