ألقاب تطلق في كثير من الدول ذات السلطة الفردية فمثلاً الرئيس الزعيم القائد جمال عبد الناصر، الرئيس الزعيم القائد ماو نسي تونجس، الرئيس الزعيم القائد المتألق دائماً علي عبد الله صالح، ولكن لم نسمع أبداً لا في الدول ولا في حركات التحرر أن الرئيس شخص والزعيم شخص آخر والقائد شخص آخر ثالث إلا في الحراك الجنوبي فالرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن أحمد باعوم والقائد أحمد عبد الله الحسني. إذاً ماذا تعني كلمة الرئيس، الزعيم، القائد؟ فإن كلمة الرئيس تحتل الصفة الاعتبارية للرجل الأول في الدولة أي ممثل لذلك الشعب وصاحب القرار محلياً ودولياً فهل الأستاذ علي سالم البيض قد حصل على لقب الرئيس في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبة؟ من المعروف بأن أعلى سلطة في تلك الدولة كانت من اختصاص مجلس الشعب الأعلى وكان آخر رئيس له المهندس حيدر أبوبكر العطاس بينما كان علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وهي جهة تنظيمية وترسم السياسات العامة وليس جهة تشريعية أو تنفيذية كما أن علي سالم البيض لم ينتخب من قبل الشعب كرئيس فكيف حصل على هذا اللقب؟. الزعيم: في كثير من الثورات يطلق لقب الزعيم على ذلك الشخص الذي ألهم الشعب بشحن المعنويات للاستمرارية الثورة كما يطلق عليه في بعض الأحيان بلقب الملهم وهذا ينطبق إلى حدٍ ما على الأستاذ حسن أحمد باعوم. القائد: هو ذلك الشخص الذي يقود الشعب نحو تحقيق الغايات والأهداف بالطرق الذي يراها مناسبة ميدانياً فهل الأستاذ أحمد عبد الله الحسني قائداً ميدانياً إننا لم نسمع عنه أنه كان ذات يوم قائداً ميدانياً أو ثورياً بل سمعنا عنه في أحداث 1994م كان قائد البحرية. يبدو أن الألقاب لدى الجنوبيين لا تنتهي فلا زال لدينا الأستاذ علي ناصر محمد والمهندس حيدر أبوبكر العطاس والأستاذ محمد علي أحمد وهلم جر إذا بماذا يمكن أن يلقبوا؟؟؟ وكما يبدو أن الألقاب بدأت تؤتي أُكُلها فاليوم الخلاف بين الرئيس والزعيم وغداً ربما بين الزعيم والقائد لا ندري ماذا فعل شعب حضرموت والجنوب حتى يذعن لهواء الذين أذاقوه المر في عام 1967م وورطوه في وحدة لا ناقة لهم فيها ولا جمل هؤلاء الذين يتنازعون السلطة والتيس في الجبل لم يستوعبوا الدرس بعد ولا يزال حنين صراع الماضي في رؤوسهم لقد ارتضوا الناس في حضرموت والجنوب بهم بعض الشيء ليخلصوهم من الهم الأكبر الوحدة اليمنية، ولكن كما يبدو بأنهم مستمرين في صراعهم غير عابهين بهموم الناس والسؤال المطروح هو هل هو خلاف أم صراع وما سبب ذلك فإن كان خلاف شخصي أو من بقايا رواسب الماضي فعليهم التخلص منه رفقاً بمن أعطاهم حبه واحترامه أما إذا كان صراع مشاريع فتلك مصيبة وكأنه مكتوب على ذلك الشعب المعاناة أبد الآبدين. إننا نحاول أن نستوضح عن تلك المشاريع. والمتابعون للأحداث في حضرموت والجنوب يأكدون أن هناك ثلاثة مشاريع فيما يخص حل القضية الجنوبية في إطار التسوية الحالية. المشروع الأول: إيجاد نظام إداري ومالي ذات صلاحية واسعة بسلطة مركزية. المشروع الثاني: الفدرالية الثنائية المزمّنة أو نظام الأقاليم. المشروع الثالث: فك الارتباط. من غير المعتقد بأن اختلاف الرئيس والزعيم على المشروع الأول لأن الشعارات التي يرفعها الطرفين تطالب بالاستقلال وإذا كان الاختلاف حول المشروع الثاني فتلك تعني أن الطرفين على نقيض من بعض أما إذا كان الاختلاف حول المشروع الثالث بمجرد الاختلاف أو إقصاء الآخر فذلك نوع من العبث الثوري واستخفاف بدم الشهداء والشعب كله. إذاً ما هي القضية؟ ستنكشف الأمور غداً لمعرفة السبب وكما يقول المثل يا خبر بفلوس بكرة ببلاش.