عدن اون لاين/خاص شعارات ولافتات وصور على غير العادة تظهر في فعالية للحراك الجنوبي شهدتها مدينة عتق محافظة شبوة اليوم الخميس... (الجنوب لكل أبناءه .. نرفض ثقافة العنف والكراهية والإقصاء والتهميش .. لا وصاية لأحد على شعب الجنوب .. الجنوب وطن الجميع .. ) لافتات رفعت في الفعالية وصور (البيض - محمد علي أحمد – العطاس- محسن بن فريد- النوبة- الجفري - باعوم).. بدا واضحا بروز لغة مناهضة للغة الإقصاء التي يمارسها تيار علي سالم البيض ضد فرقاء الحراك وكانت شبوة آخر محطة بعد الإعتداء الذي تعرضت له قاعة المركز الثقافي بمدينة عتق التي ضمت لقاء موسعا للقيادي محمد علي أحمد بجماهير من الحراك، وقبله شهدت الضالع انقساما مكشوفا بين تياري (باعوم الشنفرة) وتيار (البيض شلال).. الخلافات بلغت أوجها والصراعات على الزعامة ومن الشرعي والوحيد وصلت منحدرا عميقا، يهدد بتصفية أنشطة الحراك وفقدانها السند الجماهيري، وما اللغة الجديدة التي ظهرت اليوم في فعالية شبوة إلا أحد تجلياتها.. وهكذا يقدر للحراك الجنوبي أن يخاطب ذاته وزعاماته الأنانية المثقلة بأمراض مزمنة، وبدلا من أن تكون فعالية حاملة ورافعة للقضية الجنوبية التي يناضل من أجلها، صارت هذه المكونات عبئا ثقيلا هد حيل القضية وجعلها ترواح مكانها بضعة سنين.. القضية الجنوبية بحاجة لهبة شبابية على نسق الربيع العربي تخرج إلى الساحات لتحررها أولا من هذه الزعامات الكرتونية التي مكانها الطبيعي مزبلة التاريخ ومن العار على الجنوبيين اليوم أن يحملوا صور أشخاص تاريخهم أسود وكل رصيدهم هزائم وانتكاسات. الكره في ملعب الشباب الجنوبي ليعلنوها مدوية : الشعب يريد إسقاط المحنطين والديناصورات والمعتقين ، ولسنا سلعة ورثها الأبناء عن آبائهم ، أو حقل تجارب لزعامات دمرونا بالأمس فيطلبوا منا رفع صورهم كمخلصين ومحررين.. والشعوب التي لا تتعلم من ماضيها ، تبقى أسيرة ذلك الماضي وتعيد انتاج التاريخ على شكل مأساة.. رئيس الهيئة الوطنية للاستقلال العميد ناصر علي النوبة -المنتمي لمحافظة شبوة- أبد اعتراضه على رفع صورته ، قائلا: إن نضاله السلمي هو من اجل استقلال وطنه وشعبه وليس من أجل رفع صوره، مؤكدا: أنا لست كعلي سالم البيض الذي يرسل بالدولارات كي ترفع صوره. الجنوب صار جنوبات عدة ، علي سالم البيض يرفض الجميع ويقول أنه الرئيس الشرعي لوطن اسمه (الجنوب العربي) يرزح تحت سيطرة الإحتلال اليمني، وحسن باعوم يقود نشاطا مستقلا بدأه في الضالع ثم لحج وحاليا في مدن حضرموت يهاجم البيض وعبدالفتاح اسماعيل وقتلة الرئيس قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف، أما محمد علي أحمد فيقود لقاءات نخبوية وفئوية بعيدا عن الضجيج الجماهيري الصاخب في عدنوحضرموتوشبوة والمهرة ويستبعد مراقبون ان تكون الضالع من ضمن محطاته.. الجنوب الرابع فيمثله أحمد الحسني بمعية قاسم عسكر، وهما سفيران فوق العادة وفق أجندة رئيس بلا وطن علي سالم البيض، وهناك جيوب وتكتلات لاحصر لها في داخل الحراك وخارجه، جميعها تكشف بجلاء حجم التيه والضياع وفقدان البوصلة الذي وصل إليه حال الجنوب المهزوم في حرب 1994م والناقم على كل شيء منذ صار فريسة لفساد النظام السابق وتركة صراعات جراحها لم تندمل بعد تمتد إلى عقود ستينيات وثمانينيات القرن الماضي.. الجنوب طوال تاريخه السياسي لم يجرب تقرير مصيره، ولم يشهد عملا مدنيا راقيا أفضى إلى مشروع سياسي قابل للحياة، وكل صفحاته الماضية صراعات واقتتال ونفي وطرد وإقصاء يبدو جليا في واقعه الراهن اليوم. الجنوب مثل رجل مثقل بكم كبير من الأسقام والأوجاع المتوارثة على مدة نصف قرن ، ومن الصعب أن يكون قادرا على التركيز لمعالجة ذاته، وبالتالي هو بحاجة لتشخيص وعلاج وفرض حل من الخارج، وهو المأمل من المجتمع الدولي الذي يحشد لمؤتمر حواري قادم ..