في ظل ظروف قاهرة وحياة صعبة تحكمها سلطة الظلم والفساد ، يظهرون لنا كأمل وشمس تضيء المستقبل وتبدد الظلمة ، يدخلون الحماسة وروح التضحية والفداء إلى قلب كل جنوبي حر أنهم طلاب الجنوب وأبنائه من الشباب (( أشبال الجنوب )) الذين عاشوا وتجرعوا كل أصناف الظلم والاستبداد ، ومرارة الأيام والسنوات الطوال ، وهم من تربوا على قساوة العيش وصعوبته ، هم من كانوا الضحية لمحتل قتل الفرحة في وطن الأحرار ، وهذا ما زادهم ألا قوه وصلابة . فكانوا ولازالوا مثل يحتذى به في رفعة الأخلاق والروح السمحة ، فنصروا قضيتهم وعدالتها بأسلوب راقي واستخدموا التحضر في التعبير عن رأيهم ، وهؤلاء من نقول لهم أنتم سلاح هذا الوطن وقوته ، وأمله الكبير ، فبكم ترفع رايات النصر وتقوى جبال وأركان هذا الوطن ، وتخلد ثورته وتسطر أحداثها بحروف من نور .
يا طلاب الجنوب اليوم انتم من تبنون وتحددون مصير وطنكم ، فبعلمكم وثقافتكم تترفعون عن الهفوات وصغائر الأمور ، وتعلمون الكبار معنى أن الوطن فوق الجميع ، وبتطوركم تبنون المستقبل وتحطمون أسوار الجهالة والتخلف ، وتضربون المحتل في الصميم وتنشرون الحقيقة ومعانيها ، وتدحضون أكاذيبهم بصدق أفعالكم وأقوالكم ونبل أخلاقكم ، فانتم روح الحراك وقوته وصلابته ، وأنتم رمز التضحية والفداء . فقد سطرتم أروع المواقف وأبسلها على الإطلاق بثباتكم وتوحد صفكم كجيل شاب يبني ولا يهدم .
فدور كل طالب وطالبه يبرز ويتضح مع الأيام ، فالجميع لديهم هدف سامي لتحقيقه من أجل نصرة القضية الجنوبية .. والجميع لابد أن يشارك ويحقق دوره المنشود ، فبكم يا طلاب يتحقق المستقبل الباهر لهذا الوطن ، فنرى صوتكم يعلوا في كل مكان في المدارس في الجامعات في الساحات والميادين في كل ركن تنصرون أرضكم ووطنكم الغالي ، وترفعون عالياً راية الحرية والاستقلال عالية خفاقة وتحققون النصر المؤزر لشعبكم .
وأعلموا أن الدور الأكبر لخدمة الوطن لا يزال ينتظركم ، فبتسلحكم بالعلم والعمل الجاد والثقافة العالية في مختلف المجالات تهزمون عدوكم ، وهذا يساعد على بناء المستقبل بطريقة صحيحة تحقق الأهداف دون أخطاء ، لان العلم هو أساس النجاح والثقافة هي المفتاح لكل الصعاب ،ففعلوا دوركم وأشعلوا شموع الأمل لتمحوا دياجير الظلام والعتمة التي تغطي سماء وارض جنوبنا المحتل . فأنتم المستقبل والغد المشرق الذي ينتظره هذا الشعب ، فعليكم بالتحصيل العلمي والدراسة الجادة الممنهجة ، فبذلك وحده تهزمون عدو الوطن ، وتحققون استقلالكم وأهدافكم النبيلة ، وأذن لا تضعفوا أبدا لأنكم سر النصر وسلاح الأوطان وسر رفعتها وتطورها . فانتم شباب جنوب ومستقبلة القادم .