هذه نهابة مطاف الأحزاب والتحزب السياسي في الجنوب العربي والتجربة الفاشلة على طول 52 عاما من التدهور والانحدار وأخيرا تم بيع الأرض وعدم استخراج الثروة في حينها واهدار حقوق الأمة وطمس الهوية الجنوبية المشروعة وضياع الدولة وقتل المواطن الجنوبي بكل اساليب الوسائل المتاحة والممكنة . ذلك الجنوبية التي سقطوا من اجل استقلاله أعظم الرجال تفكيرا وعلما وتخصص سياسيا واقتصاديا وطب وهندسة وكافة علوم الارض وعسكريا وامنيا وفداء. ونضال وتضحية حتى تحقق نصر الاستقلال الاول المضفر الذي من اجله سالت الدماء الغزيرة في سبيل طرد الاستعمار وأعوانه ورفع راية الحرية على كل شبرا من ارض الجنوب قيادات وهامات كبيرة سطروا ملاحم عظيمة هزت مضاجع الاستعمار وجواسيسه تخللها العمل الجاد من شأن رفع الهون والعذاب والقهر والاستبداد عن كاهل شعب الجنوب العربي العظيم وحماية مقدراته المادية والمعنوية الثقافية الاجتماعية والأدبية قيادات فذة تحملت المسئولية بأمانة ومصداقية ولم تهيم خلف المصالحة الذاتية او توغلت في حقول الفساد والافساد او باعة للأرض والإنسان الجنوبي فمنهم قتل في زنزانته ومنهم من حوكم محاكمات صورية واعدم ومنهم من ظل تحت الإقامة الجبرية وحرم عليه كل مقومات الحياة الإنسانية المشروعة قانونا محليا ودوليا وحتى الصحف والمجلات منعت عليه والدواء والهواء النقي اغلقوه في معتقله ومنهم من تشرد عن وطنه قرون وعقود زمنية طويلة وحتى اليوم لم بتمكن من حق العودة الى وطنه ليقدم عصارة ما اكتسبه من خبرات سياسية او إدارية او تجارية في بلاد الغربة . نعم للاسف لقد تسيدت مجموعة متطفلين مارقة خارجة عن اطار وسياق القيم والأخلاق السامية على القرار السيادي في الجنوب وتنكرت للقسم الثوري واحتالت على نصوص الميثاق الوطني الذي يحكم تصرفات الثوار ثم وضعت لنفسها مسميات متنوعة لاعلاقة لها بالوطنية والقومية وصبغت الثوار والمناضلون الحقيقيون بالوان الخيانة الداكنة والمظلمة وكالتهم بصفات المؤامرة واشياء كثيرة من القذف السيئ للاسف لا تسموا الى الحقيقة او تلامس ارضية الواقع وجردتهم من حقوقهم الثورية والنضالية والسياسية ووضعتهم في غياهب السجون والمعتقلات وفي دهاليز القتل والاعدمات لغير مبررة والصقت بهم نهج العمالة والرجعية والخيانة ووصفتهم بتلفيقات زور وبهتان ليس لها اي وزن حتى بمثقال ذرة واحدة على ارض الواقع او على صلة وثيقة بالحقيقة . نعم انها المؤامرة الدولية والإقليمية السياسية والاقتصادية التي ادحضوها رجال الثورة في حينها وفهموا مقاصدها ونوايها عندما ابرق الملك فيصل ابن العزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية عيشة ليلة الاستقلال الى القيادة الجنوبية التي كان على رأسها الرئيس الشهم والمناضل العصامي الصامد الفذ رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الفقيد قحطان محمد الشعبي قائد الثورة والشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي محرك ودينموا الثورة الاكتوبرية في الجنوب يعرض جلالة الملك فيصل رحمة الله عليه في برقيته تحمل المملكة السعودية مسئولية كل مرتبات القوات المسلحة والامن ومؤسسات المرافق الحكومية القطاع العام لمدة عشر سنوات قادمة دون اي مقابل وكذا رفد الاقتصاد الجنوبي بما يتطلبه حاجة الوضع القائم في ذلك الوقت هذا ماجاء في العرض لكن ما كانت تحمله البرقية من فخ محكم بعناية وكذا خطورة البرقية من خلال توقيتها والغرض والهدف منها هو كيف يتم استقطاب وسحب الجنوب الدولة الفتية الناسئة الهامة في موقعها الاستراتيحي الى خلف ستار حلف الرأسمالية وابعاد الجنوب الثورة عن هيمنة الدب الروسي في المنطقة وجذب الجنوب الى خندق حالة الحرب الباردة وتكملة للمشروع الامريكي في ذلك الوقت وان يظل الجنوب من ضمن المنظومة الرأسمالية في المنطقة الحرب التي كانت قائمة بين القطبين الكبار الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي حينذاك وإدراك القيادة الجنوبية لخطوة النظام السعودي وان الخطوة تلك ليس لصالح الجنوب ولا من اجل سواد عيونه ولما رفض العرض من السيد الرئيس قحطان والشهيد فصل واغلب القيادة العامة للجبهة القومية وبطريقة اسلوب العاقل والسياسي المهذب والقائد المحنك صافي القلب النظيف ورجل المنطق الرزين حيث كان رده للملك فيصل رحمة الله عليه حيق قال نحن دولة صغيرة ولازلنا في حالة التأسيس والتكوين نلتمس منكم العذر ونتطلع الى مساعدتكم لنا دون التزامات لا شرقية ولاغربية ونحن بحاجة الى مساعدة الكل دون استقطاب او شروط او اي التزمات تفوق قدراتنا وطاقتنا ونحن اخوة في الدم والدين والنسب والقرابة وتقبلوا منا تحية الحب والصدق والاخلاص . ومن هنا بدأت خيوط التأمر الإقليمية تحاك ضد الخاسرة الجنوبية للسعودية والخليج وبوابة الشرق والغرب تجاريا وهنا بدا تفكير الاشقاء في الاقليم فيما لو ذهب الجنوب العربي الى الشرق سوف يشكل لنا حالة اضطراب وضغط عسكري وسياسي في المنطقة وفي البحر العربي والبحر الاحمر وباب المندب ومضيق هرمز تلك الممرات الهامة في تصدير نفط الخليج والجزيرة ومرور تجارة القارتين الشرق والغرب ذهابا وايابا طبعا كانت حسابات اغلبها مغلوطة وغير دفيفة فعملوا على محاربة الجنوب وايقاف خروج ثرواته واتجهوا شمالا وعملوا على اذكاء فتنة الصراعات في الشمال بداية بازاحة الرپبس السلال ومن بعده الرئيس عبد الرحمن الارياني واججوا حدة النزاعات الشمالية مع الجنوب خاصة بعد وصول الحمدي الى السلطة الذي حاول تحقيق الوحدة الحقيقية بين الشمال والجنوب مع الرئيس سالم رليع علي ولما وجدوا كل الطرق امامهم مغلقة ومسودة وان الشمال سوف بطير عليهم عادوا وغذوا بقوة حدة الخلافات السياسية في الجنوب فسقط حكم الرئيس قحطان وتخلصوا من كل قياداته المجربة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية ولم يكن للاشفاء علم او اطلاع او معرفة حول توجه الواصلين الى السلطة الجدد برغم انهم لم يغترفوا بالنظام الجمهوري في الجنوب لوقت طويل وظلت العلاقات الدوبلوماسية مقطوعة وظلوا على موقفهم وخيوط علاقتهم في داخل الجنوب موصولة ونجحوا في كثير المسارات في الجنوب لكن سبقوهم مثقفي الدب الروسي وخطفوا الكعكة حيث كانوا واقفين على الابواب فسحبوا البساط من تحت الساسة الجنوبيون المعتدلون والذين كانوا حينها على علاقة مع الشمال والسعودية والخليج ثم سيطروا على الجنوب واتجهوا به شرقا امر اغضب الاشقاء في السعودية وبعض من دول لخليج وبدا مشوار ومشروع تصدير الثورة من سلطنة عمان العضو في مجلس التعاون الخليجي والبوابة الى الخليج العربي ومنها الى الجزيرة العربية وتحرير فلسطين وأصبحت القاعدة البريطانية في السلطنة تهدد امن الجنوب مرو اخرى . حيث شكل هذا الوضع الجديد في الجنوب هاجس وغلق كبير لدى دول الاقليم والخوف ان تصدر الى السعودية والخليج ثورة وفعلا قامت ثورة عمان اعلاميا من عدن كبداية وتمهيد لتوسع النهج المسلكي الثوري التقدمي والهدف كان للروس حينذاك هو وكما اكل الاسد في الغابة الثيران الثلاثة لكنهم اي الجنوبيون فشلوا واكلوا بعضهم البعض وسقط رهانهم تحت مشالح وعقالات الخليجيون والسعودية وخرجوا من اللعبة بخف حنين والروس هنا ظلوا يتفرجون وعلى ما يبدو حصلوا على حصتهم مقابل عدم استخراج ثروات الجنوب الأساسية واغلقوا كل مشاريع تنقيبهم بعد العثور على كميات تجارية كبيرة من النفط في الجنوب وهذا احد المسارات التي نجحت فيه دول الاقليم . ومن هنا الجنوب ادخل نفسه في دوامة مع العرب في الشرق الأوسط ومع دول الاقليم ومع دول العالم الغربي قاطبة خاصة عندما حدد مساراته المعادية للأشقاء ونهجه اليساري المتطرف المتعجرف لكن المصالح المشتركة ببن الشرق والغرب لعبة دور خطير وهام وحددت مواقف متماسكة احبطت مخططات الجنوب المدعومة من الاتحاد السوفيتي الموجه لاطفال مثقفي الاشتراكية العلمية المتخلفة ثم فرضت المصالح الغربية المشتركة في المنطقة نفسها اضافة الى صناعة سياسة وهم بأن هناك توتر الأوضاع في سياق ومضمار الحرب الباردة وهي كانت أضحوكة وكذب ومغالطة دول النفط في الخليج والسعودية وهنا يتن الأمريكان يأخدذوا حصتهم والروس يحصلون على حصتهم وهم متوافقون على نهب وشفط ثروات العرب والمسلمين وفي الاخير انكشفوا الامريكان والروس في لعبتهم خاصة عندما جاء جور باتشوف وفرط السبحة على مصراعيها وكانت نهاية العلاقة بين العملاقين غير موفقة واخيرا اتفقوا على ان كل واحد منهم يحترم الاخر ويحافظ على مصالحه وسارت سففينتهم بسلام وغرقت سفينة العرب والمسلمون وحتى اللحظة والاثنين اي الروس والأمريكان يعملون في الوقت الحاضر على تظل الأوضاع في اليمن والوطن العربي وفلسطين كما هو مع استمرارية التأمر عليهم من تصدير السلاح اليهم ووسائل الدمار الشامل والعرب يصرفون الاموال الطائلة لكي يقتلوا بعضعهم البعض دون هدف او مشروع يذكر موجود على الخارطة ثم تم تفجير الأوضاع في كل الوطن العربي واليمن وهم من يديروا لعبة الحروب وهم من يذروا الرماد والملح في عيون الأغبياء من العرب وهم ايضا من يتبنى ايجاد الحلول الكاذبة وقرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن على إدانة اسرائيل خير شاهد وحتى الان العرب لم يفهموا اللعبة السياسية فباعوا الجمل على الشرق والغرب بما حمل .