لم يكن مجرد مدير مكتب فقط، كان كادراً محنكاً وإدارياً حصيفاً وتربوياً من الرعيل الأول، عمله وإنجازاته التربوية والتعليمية تتحدث عنه وتشير إلى بصماته التي ستبقى خالدة على أرض سيحوت وفي ذاكرة أبنائها على مر السنوات.. الأستاذ سالم عمر باسلم؛ هذا الاسم الذي كتب بماء الذهب بشموخ في قمة هرم الحقل التربوي والتعليمي، بإخلاصه وتفانيه جعل من سيحوت في قمة المديريات تعليمياً وتربوياً، ويشار لها بالبنان كأعلى الأمثلة في النظام والالتزام والتحصيل العلمي والمنشآت التربوية التعليمية التي استطاع أن يشيدها بمتابعة إدارية متميزة ومستمرة للجهات الحكومية والمنظمات المانحة في مجال التربية والتعليم.. وسطر قصة نجاح نموذجية لمدير شاءت الأقدار أن يعمل وسط ظروف عصيبة ومنامكفات وصراعات سياسية واصتفاف حزبي لم يشهد له مثيل في التاريخ اليمني، إلا إن هذه الظروف لم تزيده - هو والإدارة العامة لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة من خلفه - إلا إصرارا وعزيمة لتجنيب التعليم التربوي كل المؤثرات القاهرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واستمرار العملية التعليمية، رغم كل هذا، في سلاسة وانسيابية منقطعة النظير مقارنة ببقية المحافظات اليمنية. ستظل شهادتنا في " أبي علاء " هذه الهامة الوطنية مجروحة ، ومهما كتبنا لن نوفيه حقه، فقد أفنى شبابه وبذل عصارة جهده في سبيل التعليم التربوي وتخريج الأجيال المتسلحة بالعلم والمعرفة، وهاهو اليوم يترك الحقل التربوي كمدير ناجح يمتلك الكاريزما القيادية في حلحلة كل المشكلات والصعوبات التي تواجه عمل الطاقم التدريسي والتي من شأنها أن تؤثر التحصيل العلمي للطلاب، ولن يكون بعيدا عنه باستشاراته وتوجيهاته التي لا غنىً عنها. فشكرا " أبا علاء " نقولها نيابة عن كل الآباء والأمهات ، وعن كل المعلمين والطلاب في سيحوت، ونتمنى لك التوفيق والسداد في مهامك القادمة، ونسأل الله لك الصحة والشفاء والعمر المديد.. وأمنياتنا القلبية للأستاذ عمرين محمد بن حيمد، المدير الخلف لمكتب التربية والتعليم بمديرية سيحوت، الذي لم يكن بعيدا عن الإدارة وكان ممن يحسب لهم النجاح الكبير الذي شهدته سيحوت في جانب التربية والتعليم، وكلنا ثقة بأن تستمر النجاحات وبنفس الوتيرة السابقة في عهد الأستاذ عمرين.