حقيقة بتنا في حيرة من أمرنا,وبات الوضع مقلق ومحير ولم نعد ندري حقيقة ما يحصل في الوطن وفي أبين خاصة,وكيف باتت الامور فيها متأرجحة ومتناقضة وغير مستقرة؟ وكيف أن الأيام دوما تفآجئنا بكل جديد ومؤلم ينكي أوجاعنا نحن أبناء أبين ويزيد من معاناتنا التي لم تنتهي بعد ولم يستطع المعنيون أن يخففوا من المها ووقعها على كاهلنا نحن البسطاء, بل زاد تجاهلهم وغياب دورهم الطين بلة,وصبوا زيت صمتهم على نار معاناتنا..ليتسع شرخ الجسد ويكبر الوجع في دواخلنا وتضيق بنا الدنيا بما رحبت وتضيق أنفسنا بنا..يعلم الكل حال أبين ومآلها الذي وصلت إليه بعد ان سلمها من آمناه عليها وعلى أهلها لمن عاث فيها فسادا ومن حولوها لساحة أقتتال ونزاع ودمار وخراب وتصفية حسابات ليصبح المواطن الغلبان هو الطرف الخاسر في هذه المعادلة الغير متكافئة من حيث الكم والكيف..وكذلك إختيارها لأبين كموقع لتنفيذ أجندة من أرادوا ذلك الشيء ولأسباب أخرى يعلمها القاصي والداني ولا يجلها إلا "غبي" لم يعرف أن السياسة "قذارة" دائما يقع فوقها "الذباب" الذي يعشق هذه الأماكن.. السياسية التي دمرت كل شبر في أبين وقتلت وبدم بارد كل بريء ليس له في عيرها أو نفيرها شيء وشردت وأذلت من كانت تحتويه جدران منزله بحزنه وفرحته بصحته وسقمه بجوعه وشبعه بفقره وغناءه وأصبح ذليل يتسكع وينتظر ما ستجود به الدولة التي تنكرت له ولفظته من جوفها ليذوق مرارة الغربة في وطنه الذي لم يعد يعنيه أمر أبناءه وحالهم التي تكدرت واحوالهم التي أستحالت إلى جحيم وعذاب لا يطاق ولا يحتمل.. واليوم عاد النازحون على امل تلك الوعود العرقوبية التي "صمت" بها آذاننا دولتنا الموقرة والتي لم يتحقق منها شيء وباتت حلما يرقد في جنبات المحال وجثة هامدة تلتحف "الأكفان" وسيوارى جثمانها الثرى لينهش "الدود" فيها حتى تصبح رميم وفتات وتتحلل لتغذوا مع الأيام "لاشي"..عاد النازحون بعد أن تشدق المعنيون في دولتنا بالوقوف إلى جانبهم والتخفيف من معاناتهم والحد من اوجاعهم وضياعهم وتشردهم ومد يد العون لهم وتعويضهم عن بعض الذي نالهم من الحرمان والفقر والجوع والحاجة أثناء نزوحهم,بيد أنهم صدموا بواقع لا يرحم وبوعود كانوا يعلمون سلفا انها لن تتحقق فدولتنا مشهود لها بكثرة "الكلام" وقلة "الفعل" ولكن الحنين إلى الديار وإلى رائحة التربة المعطرة "بالخضرة" والزراعة والجلوس بين أركان منازلهم دون ان يكشف أحدا سترهم أو يعلم حاجتهم أو فقرهم هو من جعلهم يعودن.. عادوا وتمنوا لو انهم ما عادوا وما رأوا ما حل بديارهم وبساتينهم وما صدموا بواقع دولتهم التي أنشغلت بأمور أخرى وتركتهم يعاقرون الهم والحزن والألم ولم تلتفت إليهم وتقف إلى جانبهم في ذلك البلاء وتلك المصيبة التي أفتعلها العقلاء..فيا أيها السادة رفقا بأبين وأهلها,رفقا بأطفالها ونسائها وشيوخها,فهي لم تشفى بعد من جروحها ولم تتعافى من أسقامها ولم تستعد بعد عافيتها رفقا بها ولا تخذلوا أهلها ولا تتخلوا عنهم في محنتهم التي أفتعلها فيها من كان يريد لأبين أن تغدوا أثرا بعد عين..رفقا بها وساندوا أهلها البسطاء في مواجهة الدمار والخراب والفقر والجوع والحاجة والاوبئة..
رفقا بها وافوا بالعهود والوعود التي قطعتموها لأهل أبين البسطاء وتشدقتم بها في حلكم وترحالكم وأقسمتم أنكم ستكونون عونا لأبين ولأهلها حتى تستعيد مكانتها وتدب الحياة فيها من جديد..رفقا بها واعلموا أنها أبين جزاء من الوطن والكل يعلم من أبين حتى وان غدت رميم وأعلموا أن ما أصابها سيكون "لعنة" تلاحقكم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها..