بمليونية 30 نوفمبر اثبت الجنوبيون ان ثورتهم السلمية لا تعد فقط القبس الأول في ثورات الربيع العربي .... بل انها مدرسة النضال السلمي الأكثر عراقة ومصداقية وثباتا وتألقا من بين تلك الثورات التي افل نجمها وتراجعت شعبيتها عندما ركب موجتها الفاسدون والارهابيون وأصحاب السوابق وأصبحت اسيره قوى الشر العالمي. ففي هذا اليوم حشد الجنوبيون وبصورة تقترب الى المعجزة ما يوهلهم لدخول موسوعة جنس للأرقام القياسية كأول شعب يجمع ما يقارب ثلث سكانه في حشد جماهيري واحد وقد يدخلوا أيضا بنفس النسبة ونفس اليوم مع الشهيدة فيروز كأول امراه في العالم يشيعها ثلث شعبها . ولهذا لا عجب في الارتقاء الحلزوني السريع لمسيرته شعب الجنوب النضالية الظافرة وتوهجها وتجددها حتى وان حاولوا عمد وظالما افشالها وطمس ريادتها لثورات الربيع العربي ومنح "براءة الاختراع " لثورات من تتلمذوا أصلا في كنف هذه المدرسة النضالية الرائدة .... ولكن عظمة هذه الثورة وسموا أهدافه كان أكبر من ان تنزل وتطالب بحق الريادة او براه الاختراع ... او نوبل .... او مغانم ثورات الربيع العربي. ولهذا لن يخمد وهج هذه الثورة وبرائقها النضالي حتى تحقق كل أهدافها في انقاذ وطن وشعب الجنوب وأجياله القادمة من براثن ثالوث وحدة 7/7 البغيض (الظلم والفقر والجهل) واستعادة دولته وحريته المسلوبة.
جسدت ثورة الجنوب النموذج الأكثر دلاله ومصداقية لثورة الكرامة والهوية تفجرت كارد فعل طبيعي لشعب عريق استبيحت كرامته وارضه وتاريخه وثقافته وثرواته تحت اقدام الطغاة وتجار الحروب والدين. وكانت ثورت الجماهير والأرض والثقافة وانعكاسا حقيقيا لنتاج معرفي وثقافي متنور وتمثيلا لملكية واردة شعب الجنوب بحضارته وتاريخه وتفافته الضاربة في أعماق التاريخ وهي الثقافة الأكثر حضور وضوحا في صنع وتكوين ملامح الحاضر والمستقبل الجنوبي.
في 1990 كان الجنوبين ينظرون نحو وحدة ذات افق حضاري فالوحدة تظل كما يقول البردوني جمع اصفار مالم تصاحب مع مشروع حضاري واسع يؤسس للدولة المدنية وعماده التداول السلمي للسلطة والمواطنة المتساوية وسيادة سلطة القانون وتمكين المرآه والقضاء على الثأر والمظاهر المسلحة .... الخ وبتالي فان ثورة الجنوب كانت رفضا قاطعا لمحاولة" استغباه " من قبل ثلة من الجهلة لتسويق مشروع وحده الفيد والغنائم التي تنظر الى المواطن الجنوبي كالمواطن من الدرجة العاشرة .... وحدة يقرر مصيرها ومشروعها أشخاص كان الاجدر يودعوا متاحف التاريخ او يقادوا الى ساحات الإعدام وزنازين السجون المؤبدة.
وان ثورة الجنوب ثورة لاستعادت حرية وكرامة شعب سلبت ووطن نهب جهارا نهارا .... لا ثورة لا من اجل إعادة "اقتسام الكيكة" كما بظنون او لا اقتسام السلطة والنفود وحصص الدعم الخارجي كما هو حال ثورتهم وحال معظم ثورات الربيع العربي الاخرى التي كان الحصول على هذه المغانم والمكاسب أعظم اهدافها. ان قوة الثورة الجنوبية تتعاظم كل يوم رغم القبضة الحديدة للنظام في صنعاء وسيطرته على كل مقدرات وثروات شعب الجنوب وفي ظل التجاهل العربي والدولي والتعتيم الإعلامي المخزي وسوف يزداد مستقبلا إصرار شعب الجنوب على تصعيد نضاله السلمي حتى شروق شمس الحرية على كل ربوع الجنوب الحبيب واستعادة سلطة هذا الشعب وثروته وارضه وثقافته وهويته واستعادة دور الجنوب وابناءه سياسيا وثقافيا وحضاريا في اهم ركن من بقاع الأرض شاء من شاء وابا من اباء. ان ثورة الجنوب شعبية ذات طابع جمعي تقودها الجماهير الشعبية لا اشخاص او نخب او جماعات او رموز فكرية وبتالي فهي مستمرة متوهجة حتى لو ذهب او تراجع كل قادتها ورموزها لان القرار الثوري بيد شعب الجنوب العظيم وحده ... وسيظل واهما من ضن ان بإمكانه إيقاف مسيرتها الظافرة .... حقا انها ثورة قامت لتنتصر.