نحن في الجنوب لايمكن أن نعيش بسلام ، لايمكن أن نعيش إلا في عداء ما بيننا على مر التاريخ ؛ وإن لم يكن هناك عداء فيما بيننا ؛ نقوم بخلق العداء مابيننا من العدم ؟! هذه حقيقة واضحة لامزايدة عليها ؛ راجعوا التاريخ وستجدوا أننا نصنع العداء ولو كان الهدف واحد نصنع له العداء حتى يصبح الهدف مشتت لم نستطيع لملمته على مر القرون بسبب الأحقاد والمصالح الضيقه على حساب محافظاتنا الجنوبية وأبناءها ! بالأمس خرجت بريطانيا وسلمت الجنوب للجبهة القومية وجبهة التحرير فصنعوا العداء وتناحروا في مجزرة على حساب الجنوب وأبناءه ؛ ثم أستلم الحزب الإشتراكي للجنوب فصنعوا العداء فيما بينهم وتناحروا في مجزرة دموية لامثيل لها بقيادة علي سالم البيض وعلي ناصر محمد في يوم 13 يناير 1986 م ! واليوم هانحن نعيش العداء ، فالحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال عن الشمال يعيشون عداء صنعوه بأيديهم ولو كان هدفهم واحد عنوانه الإنفصال ؛ فهاهو المجلس الإنتقالي يدعي أنه الممثل الأول لأبناء الجنوب ، وهناك فصيل المجلس الثوري بقيادة فادي باعوم يقف ضد سياساته الإقصائيه ومن يقف خلفه خارجياً ويمتلك قراره ، وهناك فصيل من الحراك بقيادة عبدالرحمن الجفري يحمل مشروع الجنوب العربي ، وهناك فصيل من الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الذي يقف مع مشروع اليمن الإتحادي بقيادة الشرعية الدستورية ! فكيف نقنع هؤلاء أنهم ليسوا رجال دولة ؛ ولوكنتم رجال دولة ؟ لما حكم الجنوب قبل الوحدة أحد أبناء الشمال وهو الرئيس عبدالفتاح إسماعيل ، فعلى جيل اليوم أن يدرك تماماً أن الجنوب لايمكن يستعيدوا مايسمى بدولة الجنوب أو بالجنوب العربي أو أي مشاريع إنفصالية ؟ نتيجة مصالحهم الخارجية الضيقه والكسب على حساب معاناتكم ، فمن يحمل مشروع بكبر وطنه جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً فكونوا خلفه ؛ فلا إستقرار للجنوب بدون إستقرار الشمال . كل التحية لمن أخرجهم التاريخ وعفى عليه الزمن . سنظل مع الوطن الكبير الذي يحمل عنوان اليمن .