كنت على أمل أن خطاب هادي بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر سيتضمن معالجات أقتصادية ويزف من خلاله بشرى أقالة حكومة الفاسد بن دغر ليعيد نوعا ما من التفاءل بالحياة لدى الشعب، ولكن كالعادة ظهر هادي عبر الشاشات في خطاب لا يحاكي الواقع ولا ينظر لتطلعات الشعب في الحصول على رغيف الخبز مستهتراً بمعاناتهم ليخبرهم بأنه وحوكتة سيئة الصيت في أرقى فنادق الرياض، ويسأل الشعب أين أنتم؟؟؟ ياهادي نحن هنا أيضاً وعلى الارض نلتحف الصحاري دفاعاً عن جنوبنا الحبيب، ونأكل أوراق الشجر لكي نستمر في العيش بعد أن أنهارت العملة بسبب السياسات الفاشلة لحكومتك، نحن هنا ومعظمنا لم يعد يعرف شيء عنك وعن أنجازاتك وخطاباتك فقد أغلنا شاشات التفاز وكافة وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عدم توفر خدمات الكهرباء والأنترنت. نحن هنا نعيش حياة القرون الوسطى بسبب ما أوصلتم اليه البلاد من دمار وخراب وفوضى. نحن هنا وبيننا مناظلي أكتوبر من يتباكى على رحيل المستعمرين البريطانيون كونهم يقاسون اليوم الجوع والمرض وغياب الامن بعكس ما كان عليه الوضع بالأمس أبان حقبة أستعمار البريطانيون لجنوبنا الحبييب. يبدوا أن هناك مطبخ أعلامي قذر يديره حزب الاصلاح يقتنص جميع الفرص لحرق شخص هادي ليزداد أفحاماً وسواداً في كل مناسبة يتطلع فيها الشعب للتغيير وأنفراج للأزمات التي يعيشها، فكلماته في هكذا مناسبات لا ترتقي الى تطلعات الشعب، كما أن الزج بهادي في صراع الكلمات مع المجلس الأنتقالي والمقاومة الجنوبية وأتهامه لهم بشكل مبطن بأنهما يتبعان أيران ليس إلا تكرارا لما يقال في قناة سهيل ويمن شباب وغيرها من المواقع الأخونجية والعفاشية التي دأبت على زج التهم للجنوبيين تارة بأتباع أيران وأخرى بالدعوشة واخرى بالموالاة للامارات ...الخ في حين أن الواقع يقول غير ذلك تماماً وأتضح للعالم أجمع من هم أدوات أيران ومن هم الدواعش والعملاء. تناسى هادي بأن المنطقة العربية بل والعالم أجمع كانوا شهوداً بأن جنوبنا الحبيب ومقاومته الباسلة كانوا أول من قطع يد أيران في المنطقة وذلك بتحرير مدينة الضالع الأبية ومن ثم تحرير بقية مناطق الجنوب. تناسى هادي بأنه هرب الى الجنوب ذليلاً حقيراً بعد أن تخلى عنه الجميع في صنعاء ولم يقف معه الا بضعة جنود من عناصر كتيبة الحراسة الرئاسية ينمتون الى محافظة أبين الباسلة وبعض المناطق الجنوبية الاخرى. هل يعي هادي اليوم معاني كلماته بأتهام الشعب في الشمال والجنوب بتبعية أيران؟؟؟ وهل يعي أيضا بأن معظم المحيطين به اليوم في فنادق الرياض هم ممن كانوا يهمزون ويلمزون ويبتسمون أثناء مهاجمة الهالك له وتحديد منافذ الهروب عند البدأ في تنفيذ المشروع الأيراني في اليمن؟؟ وهل يعي هادي أن الحزب الذي يسيطر اليوم على قراره كان قادته في طليعة الذاهبين لتقبيل ركبتي السيد عندما كان هو ورئيس حكومته المهندس خالد بحاح ووزير دفاعه البطل محمود الصبيحي وبقية الوزراء قيد الأعتقال؟؟ لماذ كل هذا التنكر والقراءة المخالفة للواقع ياهادي؟؟ هل يعتقد هادي والمحيطين به من القوى الحزبية العقيمة بأنه بهكذا خباب ركيك ومأزوم يمكنهم تزوير والواقع وأقناع الشعب بما يقولوه؟؟ لا أدري فيما أذا هادي محاط ببطانة سيئة تقودة الى الضياع والخاتمة السيئة أم أن الشخص متبلد ولا يجيد قراءة ما يدور حوله، وفي كلا الحالتين فذلك جريمة بحق الشعب أن يكون هذا الشخص هو الشخص الأول في هرم الدولة. وبالرغم من أنه الرئيس الشرعي للبلاد كما يعترف به العالم وكما خولته المبادرة الخليجية بذلك، الا أن الشرعية أولاً وأخيراً هي للشعب، فالشعب هو المسيطر على الارض في حين هادي وحكومته يتبخترون ويكيلون التهم والتخوين والعمالة لشعبهم من فنادق الرياض والقاهرة وأسطنبول. فنحن المسيطرون على الارض ونحن هنا نحمي الحدود الجنوبية وبصدد السيطرة على مرافق الدولة ليدير الشعب موارده بنفسه ولن يسمح بعد اليوم لكم أن تنعموا بخيراته في عواصم العالم في حين الشعب يتجرع مرارة العيش . بالاخير يطيب لي أن أزف أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى ال55 لثورة أكتوبر المجيدة لشعبنا الجنوبي العظيم الذي صنع بطولة أكتوبر بالامس وصنع بطولات التحرير من الاحتلال اليمني في عام 2015، ونسأل الله أن يعيد هذه المناسة وقد تحقق لشعبنا كل أهدافه وتطلعاته.