مرت السنوات والغيوم السوداء لا زالت تغطي سماء الجنوب . وكلما خرج الجنوب من محنة يواجه اخرى وكأن هذا الشعب مكتوب عليه الشقاء والألام،عقود مضت تحت سلطة حكومة صنعاء سنين مضت تحت سلطة حكومة الشرعية سنوات الظلم والقهر التي ذاقوا مرارة الخوف والجوع نتيجة الحروب العبثية التي شنوها على الجنوب، فان الذين جاؤا للحكم كانوا مثل الجراد اكلوا الأخضر واليابس ولم يقدموا شيء لا خدمات ولا استثمارات ولا تخطيط يذكر للمستقبل. وكأن هؤلاء المسؤولين لم يكونوا يمنيين ، لأن الحرامي بعد ان يسرق ويشبع يقف عند ذلك الحد، ويحاول تعديل تأريخه الملوث بالسرقات، فخلال 25 سنة من السرقات المكشوفة لا زالوا مصرين على تكملة هذا المسلسل وكيف لا اذا كان الحرامي يسرق في وضح النهار ولا احد يحسابه، بل في كثير من الأحيان يكون القضاء شريكا بالسرقات.
لذلك اصبح السراق يتولون اعلى الدرجات الوظيفية في الدولة وكأن شيئا لا زالوا يتصارعون والمساومات مستمرة من اجل توزيع المناصب دون اي مبالات لمعانات الشعب الذي يأن من الجوع والعطش والبطالة،وها هي عدن تحترق وبقية مدن الجنوب تعاني من الأهمال، ان المراقب لهذا الوضع يؤشر سببين لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الجنوبيين.
السبب الأول هو تملق الأكثرية للمسؤولين والسبب الثاني ان المسؤولين لا كرامة لهم ولا حس وطني، فاذا كان اعلى مسؤول في السلطة حرامي ماذا نتوقع من المسؤولين الذن هم تحت سلطته ؟
لأن شعب الجنوب وصل الى نهاية الطريق ولن يصبر عقود اخرى لكي يمن عليهم السراق بفتات من موائدهم لقد حانت ساعة الحساب ولن يطول الوقت حتى ينتقم لحياته التي ضاعت هباءا على يد المسؤوليين الخونة الفاسدين، وان السبب الذي جعل من الفاسدين يتحكمون في مصير الشعب هو بسبب وجود غالبية منافقة فاسدة التي جعلت من هؤلاء الفاشلين الفاسدين يستمرون في الحكم كل هذا الوقت.فهل ينتفض الشعب لكرامته ؟ ويسقط الفاسدين ويضعهم في مزبلة التأريخ مثل حكام صنعاءالذين سبقوهم. ان الأيام القادمة لن تكون سهلة على المسؤولين الذين بدأ الخوف عليهم لأنهم عرفوا ان نهايتهم اقتربت .