لن تنتهي من قراءة هذه السطور إلا وجريمة جديدة قد أرتكبت ، العنف يزداد والجرائم تنوعت ، مستهدفة شعبا بأكمله ، يجمعها شئ مشترك هو الإفلات من العقاب . صحيح أن أطنانا من الورق لو حبرت بمعلومات وتفرعت منها مقالات ومنشورات لن تكفي لرصد الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب اليمني خلال السنوات القليلة الماضية مع مؤشرات تفاقمها وإستمراريتها . أمثلة العنف والجريمة في يومنا هذا كثيرة. هنا بعضها ، جزء مما وردنا في أسبوع واحد : ضبط أفراد الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، كمية من الحشيش المخدر تقدر ب30 كيلوجرام ، في مديرية حيران بمحافظة حجة. مليشيا الحوثي فجرت مسجداً في قرية حقار بني فلاح بمديرية جهران شمال مدينة ذمار بسبب إعتراض الأهالي على خطيب تم فرضه عليهم من قبل المليشيا، ورفضهم الاستماع له. محافظة إب شهدت نحو(1454) جريمة قتل و إصابة، غلب عليها جرائم مباشرة من مليشيا الحوثي الانقلابية . اختطاف المليشيا الحوثية ل (3042) مواطن في إب ضمن حملات طالت معارضين للإنقلاب وناشطين سياسيين وإعلاميين . مسلحا أطلق النار على قوة أمنية حاولت إعتقاله عقب قتله شخصين بالقرب من جولة زكو في كريتر . 550 من مرضى الفشل الكلوي مهددين بخطر الموت بسبب إنقطاع الكهرباء . مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارك لوكوك يحذر من مجاعة شاملة تطال 14 مليون يمني خلال الأشهر القادمة وكانت الطفلة النازحة هند قد توفت جوعا في عدن ، والآف الأسر في تهامة تعيش على أكل أوراق الشجر . مقتل طفل في السابعة من العمر في مديرية دار سعد بعد إصابته برصاص راجع أثناء لعبه خارج المنزل . في مديرية الشحر (حضرموت ) شابا يذبح أمه بسكينا وهي تصلي . وفاة جندي جراء عمليات تعذيب في السجن في محافظة مأرب . وفاة أكثر من 40 شخصا في عدن جراء جريمة الخمر القاتل . تهريب إمرأة متهمة بترويج المخدرات وزميلا لها من أحد أقسام شرطة المنصورة . مصدر طبي بمستشفى الجمهورية التعليمي بعدن .. هناك عشرات الجثث والجرحى نداء عاجل إلى السلطات وقيادة قوات التحالف للدعم بالأدوية وتوفير أماكن أخرى لإستقبال الجرحى . كم كبير من الجرائم منه المرتكب من قبل المليشيات الإنقلابية، في ظل صمت وتجاهل دولي . ومنها ماهو جنائي أفرزه واقع الحرب المؤلم . وإن لم تنضوي المكونات المسلحة ضمن قوات وزارة الداخلية ووزارة الدفاع تحت قيادة واحدة فإن معدلات الجريمة ستظل في تنامي . جرائم نراها ونتعايش معها ، في مجتمع يتفسخ ، ومكونات تتنابذ وتتحارب ، مسببات داخلية ، ومصالح خارجية ، تحيل دون توقف المأساة . الصور الكثيرة التي تأتينا يوميا لا ترد عنا ولوج مستقبل رهيب، مستقبل يرسمه إعراض العالم ، وتعاظم انحطاطنا عن السوية الإنسانية .