قال تعالى " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " سورة الروم الاية 41 من ضمن همومي المتعدده فيما يتعلق بمشاكل الاخلال بالتوازن البيئي وبشكل خاص ضمن محافظة عدن تحتل مشكلة تصريف مياه الصرف الصحي الغير معالجه المرتبه الاولى بينها وذلك لما لهذا الامر من عواقب وخيمه عكست او سينعكس تأثيرها على صحة المجتمع وبشكل خطير أجلاً او عاجلاً فيما لو استمرت على هذا الحال دون وضح حلول لها . ويعود اساس هذه المشكله الى امرين اساسيين : 1- عدم مواكبة شبكة الصرف الصحي مع النشاط السكاني والتوسع العمراني الذي شهدته محافظة عدن خلال العقدين الاخيرين الامر الذي اوصل مالكي تلك التجمعات العمرانيه وسكانها الى إيجاد بديل من اجل تصريف مياه المجاري من خلال بناء مستوعبات تحت الارض (بيارات) محدودة السعه والتي في اغلبها (إن لم يكن جًلها) تم بنائها بشكل غير مدروس وتفتقر للمواصفات المطلوبه .. فمثلاً لا تستطيع جدران تلك الغرف او المستوعبات التحت ارضيه من تحمل ضغوط الغازات المتولده عن مياه المجاري كما لا تستطيع ايضاً منع ارتشاح العديد من المركبات السامه الموجوده ضمن مياه المجاري الى الطبقات المحيطه بتلك المستوعبات , وبالتالي تكون المحصله تسلل ووصول العديد من المواد والمركبات السامه للمياه الجوفيه والى مستوى تغذية جذور النباتات . 2- توقف وضعف القدره الاستيعابية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي قبل تصريفها في البحر .. ويتمثل هذا الامر في محطتي العريش وكابوتا .. فأما محطة العريش فهي متوقفة منذ سنوات لأسباب يعلمها المسؤولين عن هذا الامر ولأعذار اسمعها دائماً .. ورغم المعرفه بأسباب المشكله إلا انه لم يتم وضع الحلول لها وتطبيقها على ارض الواقع .. وأما محطة كابوتا وعلى الرغم من تشغيلها إلا انها غير قادره على إستيعاب ومعالجة كامل مياه الصرف الصحي ضمن النطاق المخصص لها وهي بحاجه ماسه للتوسع وبناء المزيد من احواض المعالجه للرفع من قدرتها الاستيعابيه , إلا ان هذا الامر اصبح الان صعب المنال نتيجة استمرار عمليات البناء والاستيلاء على الاراضي الواقعه ضمن حرم المحطة الامر الذي سيقطع الخط عن إقامة أي مشاريع لتطوير وتوسعة المحطه للرفع من قدراتها لتواكب التوسع العمراني في المنطقه والذي بالنتيجة سيُبقي على مشكلة معالجة مياه الصرف الصحي قائمه لعقود اخرى . ان استمرار تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجات سواء ضمن طبقات الارض او في البحر سيؤدي لا محالة الى كارثة بيئيه وصحية واقتصاديه ستنال من الجميع .. فهل من أذان تصغي او عيون تبصر او عقول تعي وتُدرك ؟؟؟؟ اللهم إني قد بلّغت اللهم فشهد جيوفيزيائي نادر بدر باسنيد رئيس قسم البيئه البحريه في ادارة الجيولوجيا للبحريه. هيئة المساحه الجيولوجيه والثروات المعدنيه.