فؤاد الخضر الإنسان قبل المصور الصحفي الذي يستخدم حاسة روحه النقية في التصوير، وهو متوقف عن العمل في مجال التصوير الصحفي منذ أعوام ومتفرغ للجلوس_ في شقته التي يسكن فيها بالعاصمة صنعاء بالإيجار، مع ولديه_ ولد وبنت_ وزوجته ومتابعة سير وأداء تعليم ولديه محتفي بهم لقطعهم شوطاً كبيراً في مجال تحصيل اللغة الانجليزية إلى جوار دراستهم في التعليم المنتظم.. عرفته عن قرب قبل ما يقارب العام وكان لي شرف الجلوس معه عدة مرات وكل ما تحدثنا فيه خلال لقاءي به، كان في مجال واحد وهو التصوير الصحفي بدء من الاسم والغوص في أدق التفاصيل، وبكل تواضع تعلمت منه خلال ساعات موزعة على أيام ما لم أتعلمه في دراستي الجامعية.. بتواضع جم يحدثك عن مشاق فن التصوير الاحترافي وكذلك التماهي فيه وعشق هذا الفن الاحترافي والذي ليس مجرد لقطات أو تصويب عدسة كاميرا بل يرتكز على إعمال الروح فيه لكي يتجسد حياة فعلية.. في أواخر شهر رمضان وفي اطار ترتيب زيارة للاعلامي_ المذيع عبدالعزيز شائف الاغبري والذي كان وما يزال يعاني من المرض وخذلان الجميع له بعد رحلة عمل تمتد لأكثر من 50 سنة في إذاعة صنعاء، كان الزميل أو بالأصح الصديق النقي فؤاد الخضر ضمن عدة أشخاص_ محمد عيضه_ عبدالكريم الشيباني_ فائز عبده_ علاء دماج، استجابوا لزيارة شائف في منزله بالمدينة السكنية سعوان، ولم يستطع تمالك نفسه من ذرف دموع الحزن على شائف وما وصل إليه من حال.. عاد الخضر من زيارة شائف مثقلاً بالوجع والحسرة متمنياً أن يصحو ضمير المعنيين ويتداركوا الاعلامي القدير عبدالعزيز شائف وغيره من هامات الاعلام اليمني.. ببسمته الرقيقة والنقية النابعة من اعماق روحه يستقبلك الزميل الخضر في كل لقاء يجمعك به في شقته أو في الشارع ولا ينسى أن يتحسس أوجاع روحك بصمته وكريم وطيب ونبل اخلاقه وتعامله.. في ال 6 من صبيحة شهرنا الجاري نوفمبر 2018، كان ينام آمناً على سرير النوم في شقته وفجاءة اقتحم رتل من المسلحيين شقته ولم يراعوا أي حرمة للسكن واقتادوه من على سرير النوم ببيجامة النوم حافياً وسط ذهول الخضر ودهشته مما يحدث.. المسلحيين كانوا اقتحموا ايضا شقة الزميل عيضه وعبثوا فيها واعتقلوا شقيقه مالك.. فيا زملاء الحرف والكلمة من المنظويين تحت مظلة جماعة الحوثي، وفي مقدمتهم جمال عامر ومحمد محمد المقالح وعابد المهذري وغيرهم، تذكروا فؤاد الخضر وهو في مقدمة المتضامنيين معكم في كل وقفة تضامن وأنتم في سجون نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. تذكروا الخضر وهو ينثر روحه النقية من خلال عدسة الكاميرا ليوثق ويطلع العالم على ما كنتم تتعرضون له.. وقد آن الآوان يا هؤلاء أن تقفوا ولو لمرة واحدة مع الزميل الخضر وغيره من زملاء الحرف والكلمة، وأن تهتفوا الحرية للخضر وزملاء الحرف والكلمة وكل يمني معتقل.. لروح عبدالكريم الخيواني اهتفوا يا هؤلاء الحرية للزميل الخضر وكل المعتقليين.. فالخضر قرر وبكل مصداقية قرر وبمحض إرادته ألا يكون في صف أي طرف من طرفي الصراع وفضل أن يكون يمني ينشد السلام والخير للجميع..