تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنه حر ، وأراده الله أن يعيش كذلك .. وحرية الإنسان ليس حقاً بل هو واجب عليه ولا شك في أن الإسلام أراد للبشر وللمسلمين أن يعيشوا خارج نطاق الاستعباد والأسر من قبل الحكام والأنظمة ، وأراد لنا أن نعيش أعزاء وأحراراً . نحن نعلم أن هناك من يقبع في السجون بدون أي تهمه تثبت أنه متهم بها ، ولا يوجد دليل على صحة التهمه ، كما نعلم كيف يتم تعامل أصحاب السجون مع هذا الصنف من المساجين حيث أنهم يجبروهم على الاعتراف بما لم يفعلوه ، هكذا وصل بنا الحال .. فأين نحن من العدل والإنصاف ؟؟؟؟ ( يا ما في السجن مظاليم ) هذه العبارة التي يكررها الإنسان العادي دون أن يشعر بمعنى هذه العبارة كونه لم يذوق مرارة المعاناة والظلم والتعذيب الذي يلقاه السجين في سجنه. في إحدى الأيام قررت أن أزور المساجين وأتعرف عليهم واعرف ما سبب اعتقالهم ، وكنت أظن أني سأجد أناس يتطاير الشر من أعينهم وأني سألقى وحوش بشرية لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم ... لكني تفاجأت كثيراً حيث وجدت عكس ذلك تماما ، وجدتهم أناس عاديين و بسطاء جداً ، أغلبيتهم من الطبقة البسيطة ، عندما رأيت وجوههم لأول مرة دهشت وقلت في نفسي أني دخلت المكان الخطأ ، لكني تأكدت بأني لم أخطئ في المكان ولكن المكان هو الذي أخطأ بضم هؤلاء الناس له ، فجلست إليهم وبدأت بالسلام عليهم وأعرفهم على نفسي كما بدأت أتعرف عليهم وسرقني الوقت ولم اشعر بمروره ، حيث انطلق الحديث معهم حول قضاياهم وسبب اعتقالاتهم التي أدت إلى دخولهم السجن ... فبدؤوا حديثهم وأثناء الحديث معهم شعرت بأنهم سيبكون من الظلم والتعذيب الذي وقع عليهم ... لكن كبريائهم يمنعهم من ذلك ، وبعد ما انتهوا من الحديث ... قلت لهم : لماذا لم تقوموا بتعيين محامي يتابع لكم قضاياكم ؟؟؟ لم اعرف أني بهذا السؤال قد طعنتهم !!! في بداية الأمر لم يرد على سؤالي أحد .. ولكن بعد أن كررت لهم نفس السؤال رد عليه بعضهم :- أننا نعرف إمكانياتنا المحدودة ، حيث أننا نحصل على قوت يومنا بصعوبة ... فكيف نتدبر أتعاب المحامين ... هزتني هذه الكلمات من الأعماق .. لأنها تعبر عن المأساة الحقيقة التي يعانيها الإنسان .. كونه لا يملك ما سيعينه على استعادة حريته .. لم أتوقع أننا نعيش في عالم قاسي إلى هذه الدرجة ... وأخذت عهداً على نفسي بأن أمضي قدماً لتحقيق ما يريده هذا الإنسان البسيط وإعطاءه الحرية التي خلق لأجلها أن أمكن ذلك . وبهذه الحملة نكون قد وضعنا أقدامنا في بداية هذا الطريق الذي يهدف إلى إعطاء الإنسان حريته التي يطمح لها ، وندعوا كل من بيده قوة التأُثير والتغيير أن يساهموا في إنجاح هذا العمل الإنساني . للتواصل عبر الايميل و الفيس بوك : [email protected] كما توجد لدينا صفحة على الفيس بوك بعنوان : (مناصرة المعتقلين ظلماَ )