بالتزامن مع الأسبوع العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أقيمت حلقة نقاشية حول العنف ضد المرأة في مؤسسة إمباور للإستجابة الإنسانية في صنعاء وكنتُ أحد حاضريها فوجدت العجب العُجاب؛ عنوان عريض وجدير للمناقشة و محتوى بعيد عن القضية التي طُرحِت، لم أكن أتوقع أن موضوع بحجم العنف ضد المرأة سيُناقش بسطحية محضة بل ويخرج عن إطار الموضوع إلى عرض نماذج مُلهمة للمرأة اليمنية على وجه الخصوص ونجاحها على المستوى الشخصي فقط ¡ وكأي إنسان أتى للتعرف على مفهوم العنف ضد المرأة وأشكال هذا العنف و أنواعه و أسبابه وطرق معالجته و توعية المجتمع للحدّ منه ، لكنني وجدت لهجة المرأة في حلقة النقاش حادةً و قاسية تميل إلى المقارنات بالذكور و التي اضاعتْ فحوى القضية وعملت على تمييعها ...ولو تم عرض العنف الذي يُمارس من قِبل الرجل ضد المرأة لكان أفضل بكثير مما كان . عفاف الأشول طبيبة يمنية خريجة في عام النكسة 2011 م كما تقول ، من النساء اللاتي تم اختيارهن لإبراز قضايا العنف ضد المرأة واضطهادها،من خلال شكلها يبدو أنها تنتمي إلى طبقة برجوازية مرفهه ، وعكس ذلك كلامها الذي تطرقت فيه إلى دعم أسرتها السخي لإكمال دراستها وعدم تزوييجها وهي قاصرة إضافة إلى إمتلاكها سيارة وإطلاق الحرية الكامله لقيادتها ،فتّشتُ بين كلماتها و مكنون حديثها لعلَِّ أجد ولو تلميح بسيط لقضايا العنف ضد المرأة فلم أجد شيء غير قضية ضائعة و تغريد خارج السرب و الذي أثار غضب و إنزعاج من حضروا الحلقة النقاشية لا سيما من الشباب . زعفران علي المهنأ أحد الإعلاميات التي تم إقتراحها من قبل مؤسسة إمباور للحديث حول العنف ضد المرأة ،كون لها تجارب على المستوى الدولي في الدفاع عن قضايا المرأة اليمنية وكنموذج حي وواقعي تطرقت هي الأخرى إلى نجاح شخصي لا يمت إلى قضايا المرأة بصلة وإنما إلى عرض فيلم حياتي أنها رفضت السفر الى أحد المؤتمرات التي أقيمت امريكا لمرتين في عامي 2008م/2009م ويعود لذلك إلى أن أمريكا رأس الشر ودولة معلبة، وبعد ضغط الحكومة اليمنية في العام 2011م سافرت لحضور المؤتمر الذي يناقش قضايا المرأة وعملها فيلم قصير يشرح قصة فتاتين يمنيتين إحداهن منقبه (ملثمة) و الأخرى فاتشه وقصص نجاهن و ظهورهن على المستوى الدولي في مناصرة قضايا المرأة بشكل عام وعرضه على هامش المؤتمر ... كانت متحدثه لبقه وتمتلك أسلوب جميل في دغدغة عواطف الجمهور الذي تخاطبه ،لكنها لا تمتلك الفهم الكافي والمتعمق في قضايا العنف ضد المرأة ولم تخلق التوازن الذي يشبع الجمهور . وختامه مسك،فالنهاية كانت دراماتيكية بعرض واقعي وشرح مفصل ومختصر من المتشبعة بقضايا الدفاع عن المرأة الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري وعرض القضية وإظهار بعض الأسباب في ظاهرة العنف ضد المرأة مثل العوامل الإجتماعية و العادات و التقاليد في بعض المجتمعات وتدني التعليم وتفشي الجهل في أوساط المجتمع و أشادت بالنساء اليمنيات اللاتي يدافعن عن قضايا المرأة. استنتجت من خلال الحلقة النقاشية إن الموضوع بوادي والمحتوى بوادٍ آخر مع ظهور بسيط جدًا للقضية الأساسية كعنوان عريض و إن المجتمع النسوي لم يصل إلى الوعي الكافي لمناقشة قضايا العنف ضد المرأة ، فما يحصل للمرأة اليمنية سواء في المدينة أو في الأرياف يستحق أن يطفو على السطح و إن يتم مناقشته بمعرفة تفضي إلى إشباع آمال و تطلعات المرأة و تخلق بيئة قادرة على مناهضة هذه الظاهرة .