ظهر الرابع من ديسمبر العام الماضي، وصل خبر مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كان الخبر صادماً لغالبية محبي الرجل ومناصروه وحتى من كان يكن له العداء. عم الحزن أرجاء اليمن شمالًا وجنوبًا، لم يكن يتخيل اليمنيون أنّ صالح سيقتل بهذه السهولة، خصوصًا وإنّ الأخبار من صنعاء كانت تتحدث عن تقدمات لقواته، قبل أنّ يتأكد انه كان بلا قوات اصلًا ولم يكن لديه إلاّ العشرات من حراسته الشخصية يقاتل بهم في معركة بقاء أو رحيل وكان الخيار الأخير مصير الرجل المغامر. وصف صالح بالداهية السياسية في اليمن وحارب وانقلب لسنوات على خصومه واصدقاءه، لكن هذه المرة لم تكن لديه القوة الكافية التي تؤهله للاقدام على الدخول في معركة مباشرة مع جماعة الحوثيين، التي تغلغلت وزرعت جذورها في الشمال بعمق. كان صالح يبعث الأمل لشعبه حتى قبيل فض شراكته مع الجماعة الحوثية، وكان يستخدم دهاءه في حلحلة الملفات الصعبة والساخنة. لم يكن صالح فاسدًا بفساد اليوم، ولم يقتل مواطنًا بنقص الغذاء في عهده، ولم يأكل آخر عشبة لاتؤكل ليسد رمق جوعه بها، لم يهن مغتربًا في عهده، كان يمتلك الشجاعة في الخطاب، ولا يظهر بعد منتصف الليل ليقول أنا "بخير"، ولم يجعل من نفسه مشردًا حتى أثناء الحرب ، بل قاوم وصمد بداخل صنعاء. نحن بحاجة إلى شخصية سياسية وطنية اليوم بدهاء صالح، لتخرج البلد من مآسي أوجاعه على مدى أربع سنوات. ورسالتي إلى حزب المؤتمر بأن الخلافات الداخلية لاتخدم سوى أعداؤكم وان لملمة الصفوف في وقت صعب كهذا هو حل للخروج من أزمة الشتات التي رافقت الحزب منذُ عام من اليوم.