لم يكن لقاء سيئون والسلام او السلام وسيئون لقاءا كرويا وتنافسيا وحسب يضم افضل واعرق فريقين في لعبة كرة القدم بل كان مهرجانا وكرنفالا واستفتاء شعبي لجماهير وادي حضرموت في حبهم لكرة القدم وللمنافسات الرياضية بشكل عام فالأمواج البشرية التي زحفت على ملعب الشهيد جواس مسرح اللقاء منذ وقت مبكر من ظهر ألجمعه السابع من ديسمبر من مختلف قرى ومدن وادي حضرموت ماهي الارسالة للمعنيين في الدولة وفي وزارة الشباب والرياضة ليقولوا لهم نحن هنا. نحن جماهير وادي حضرموت التي ضربت أروع الأمثلة في حبها وعشقها لكرة القدم حينما لبت الندى وغطت ملعب الشهيد جواس وغزت مدرجاته وأسطح المنازل المجاورة واعتلت مدرجات الاستاذ الرياضي وافترشت الأرض الترابية الحارة والكثير منهم ظل واقفا قرابة الساعتين ليكون شاهدا على روعة هذا الجمهور ومستوى الوعي الذي وصل إلية والعشق الذي يتمتع به. فتصور عزيزي القارئ جمهور يفوق ال10 الف متفرج يكتظ بهم الملعب جلوسا وقياما ليحضر ملحمه كروية ودربي وادي حضرموت لأفضل واعرق ناديين متنافسين في دربي ساخن من دون ان يكون تواجد لرجال الامن ؟! ماذا يعني هذا؟ انها رسالة في مدى ما يتمتع به هذا الجمهور من ثقافة كروية وروح رياضية جسدها قولا وعملا بالتشجيع المثالي والأناشيد الجميلة والعناق الأخوي بعد انتهاء المباراة؟ هذه جمهور وادي حضرموت الذي يستحق كللا التقدير بملاعب دولية ومعشبة ويستحق مقاعد وفيرة ومدرجات تقية حرارة الشمس؟ انه جمهور محب شعار السلام والمحبة من ارض السلام حضرموت الخير وسيئون الطويلة التي طالت واتسعت لهذا الجمهور وكان تاج على رأسها. أتمنى من المعنيين التقاط الإشارة وتجسيدها على ارض الواقع بمزيد من الاهتمام بالجانب الرياضي وتأهيل منشئاته وقبل ذلك كادره كونه ميدان الرياضة ميدان للمحبة والسلام ميدان للتفاؤل والمستقبل المنشود لشباب في عمر الزهور وميدان اطمئنان وضمان لمستقبل موعود لرياضيين أكفاء ورياضة متطورة ورائده. فهل وصلت الرسالة ؟ نبارك لسيئون الفوز والاستمرار في البطولة وحظا اوفر للسلام الذي ودع المسابقة برأس مرفوع وليس هناك خاسر بين الإخوان فالكل فائز بهذه اللوحة الجملية لوحة السابع من ديسمبر في الألفية الثانية من الميلاد.