هل تصدق أن تليفزيون فرنسا الرسمي (فرانس 24) عمل استطلاع رأى وأعلن أن 75% من الشعب الفرنسي مؤيد للمظاهرات؟! هل تصدق أن نقابة "اتحادات الشرطة الفرنسية" أعلنت إضراباً مفتوحاً من اليوم تضامناً مع حركة "السترات الصفراء" ؟! هكذا تكون مؤسسات الدولة وجدت لتخدم الشعب، وليس الحزب..!! رغم بعض أعمال الشغب بقي الطابع العام للاحتجاج الشعبي في فرنسا لا عنفيا وكذلك بقي رد السلطة في حدود القانون ولم يتجاوز استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع حاولت بعض وسائل الإعلام التركيز فقط على التجاوزات العنيفة و بالغت بالتهويل وكأنها تتمنى أن ترى الدماء في شوارع باريس تسيل كما سالت في المدن العربية أرجو أن يقدم الفرنسيون درساً جديداً في جدوى النضال اللاعنفي كي تستفيد منه البشرية في صراعها من أجل حياة أكثر عدلاً وإنسانية. بدأت حركة "السترات الصفراء" للاعتراض على قرار الحكومة بزيادة ضرائب على الوقود، لكن السلطات تقول إنها اختطفت من قبل محتجين "عنيفين للغاية". ويطلق على متظاهري "السترات الصفراء" هذا الاسم لأنهم نزلوا إلى الشوارع وهم يرتدون سترات صفراء يستخدمها سائقو السيارات ليلا على الطرق لكي توضح الرؤية لقائدي السيارات المارة ومنع وقوع حوادث. وليست هناك قيادة واضحة للاحتجاجات، وقد اكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين. واستمرت الحركة في احتجاجاتها على الرغم من أن الحكومة أعلنت عن إلغاء زيادة الضرائب على الوقود، وجمدت رفع أسعار الكهرباء والغاز لعام 2019. ويطلق بعض المحتجين على الرئيس إيمانويل ماكرون لقب "رئيس الأثرياء"، إذ يرون أنه منفصل عن واقع عموم الفرنسيين.