تحقيق / حمدي محمد بعد غياب عقدين من الزمن انطلق المهرجان الوطني للمسرح في العاشر من الشهر الحالي بصورة مخيبة للآمال التي كانت عقدت على المهرجان بإعادة الروح للممثلين والمخرجين المسرحيين والجمهور في مدينة عدن والتي تمثل منبع الفن والمدرسة الاولى في الوطن العربي والجزيرة العربية . وكان من المقرر ان تعرض عشر مسرحيات لكبار مخرجي وممثلي المسرح اليمني الا أنه حدثت إشكاليات متعددة وانسحاب لبعض الفرق المسرحية بسبب سوء إدارة المهرجان والعبث المالي . وعبر العديد من الفنانين والمخرجين عن استيائهم من إدارة المهرجان واتهامها بالاستيلاء والتحايل على موازنة المهرجان الممنوحة من الهيئة العربية للمسرح والمقدرة بأربعة وتسعون الف دولار وعدم صرف مستحقات الفنانين بشكلها الصحيح والحقيقي تحت ذرائع واهية وصرف مبالغ زهيدة للفنانين والمسرحيين وفق معايير تراتبية زاعمة انها وفقأ لتعليمات الهيئة العربية للمسرح . كما امتعاض الفنانين من السلوكيات الممنهجة التي هدفت الي إفشال البعض وعدم مساواتهم بزملائهم وعملت إدارة المهرجان على إعاقتهم من خلال عدم توفير قاعات للبروفات والازياء والاكسسوارات . وتقدم عدد من الفنانين والمسرحيين بشكوى للهيئة العليا لمكافحة الفساد. كماتقدم الأستاذ عبد الكريم السقطري بشكوى للهيئة العليا لمكافحة الفساد أوضح فيها الأوضاع المأساوية التي عاناها فنانو محافظة الحديدة من تجويع وعدم صرف أي مستحقات لإجبارهم على عدم الانسحاب والاضطهاد من قبل المسؤول المالي المدعو (الشعبي)الذي تباطأ وماطل في صرف بدل المواصلات لأكثر من خمسة عشر يوما . واتهم السقطري إدارة المهرجان بعدم توفير الديكور والازياء والاكسسوارات. وأشار للإذلال والمعاناة التي تعرض لها فنانو الحديدة من قبل إدارة المهرجان والكابوس المفزع الذي تعرضوا له في مدينة المحبة عدن وانسحب الكاتب والمخرج منير طلال ممثل فرقة صنعاء واصدر بيانا أوضح فيه مماطلة إدارة المهرجان والشؤون المالية في إعطاء الحقوق المادية للمشاركين حسب ما قدمته لهم الهيئة العربية للمسرح واعتمادهم أجور متدنية جدا وعدم تجهيزهم الديكور والأزياء والإكسسوارات والمكياج ليعطلو مسيرة العمل حتى لا يصبح العرض جاهز الى جانب عدم توفير مكان لعمل البروفات عليه وكذلك العروض الجنرال ولا خشبة مسرح للعروض التجريبية . ويؤكد منير في البيان ان تجهيز البعض وعرقلة الآخرين من قبل إدارة المهرجان من اجل التحايل على المهرجان في إبراز عروض هزيلة واعطاها المراكز الأولى بالفوز بالمهرجان وتهميش الفرق المستحقة . وأوضح ان إدارة المهرجان رفضت تقديم المسرحية على مسرح كلية الآداب او التربية حسبما تم من اتفاق قبل القيام بالبروفات وجعلت العروض جميعا بمسرح (حافون) الذي لن تكفي خشبة المسرح فيه لحركة الممثلين و لشاشة العرض. واكد عدم مساواة كل العروض ببعضها البعض حيث لم يعمل جدول للفرق التي ستعرض بقرعة رسمية بحضور كل المخرجين واعتمدت إدارة المهرجان مخرج أفضل من الآخر رغم ان المهرجان مسابقة بين الجميع من المفترض ان تتاح لهم الفرص المتساوية للتنافس اسوة بكل المهرجانات المسرحية في العالم . وفي تصريح خاص ل (عدن الغد) أشار الأستاذ عمر مكرم كاتب ومخرج مسرحي انه وتحت ضغط الزملاء عاد بعد ان كان قد عزم على الانسحاب . واكد ان الإشكاليات التي واجهها المخرجون والممثلون على حدا سواء بسبب إدارة المهرجان التي لا تمت باي صلة لا من قريب ولا من بعيد للفن ولا للمسرح ويتجلى ذلك بعدم إعطاء كل ذي حق حقه وضياع أصوات الممثلين والمخرجين وحقوقهم وعدم اكتراث إدارة المهرجان بالديكورات والاكسسوارات والازياء مما أدى الي هبوط المعنويات وغياب الإبداع وأشار الأستاذ /عيدروس عبدون ممثل مسرحي ان المهرجان الذي احتضنته ام المدن عدن لم يرتقي الي المستوى المنشود بسبب سوء إدارة المهرجان كونها لم تأتي من الوسط الفني وبخاصة راس إدارة المهرجان اسوة ببقية المهرجانات الفنية المسرحية والفنية والسينمائية التي أقيمت في كل دول العالم واستمرار الفنانين وعدم انسحابهم لحبهم للمسرح ومحاولاتهم كسر الجمود الذي يعانيه المسرح اليمني بشكل عام . وتطرق الأستاذ ياسر سلام مخرج مسرحي الي أهمية المسرح والمهرجان في تنشيط الحياة الثقافية للمجتمع . وأشار الي فشل إدارة المهرجان للوقت المناسب للعروض حيث تم اختيار الفترة الصباحية وهو وقت غير مناسب كون مدينة عدن الساحلية والعروض يجب ان تكون في العصرية او المساء وسوء التنسيق مع الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية وإدارة المهرجان وغياب الترويج الإعلامي مما عمل علي زيادة الفشل وعدم تواجد جمهور وتجاهل إدارة المهرجان تلبية متطلبات من ديكورات وملابس واكسسوارات عمل علي ضياع وقت الممثلين في متابعة توفير المخصصات المالية والاحتياجات مم انعكس بشكل سلبي علي الفنانين والظهور بشكل عير لائق بالعروض المسرحية وتحدثت الفنانة عليا الحماطي قائلتا : في أي دولة من دول العالم عندما نسمع عن تنظيم مهرجان فإننا نرى تجهيزات واهتمام وعمل متكامل حتي يكون هناك صدى للمهرجان في أنحاء العالم لكن في مهرجان المسرح الوطني في عدن تحديدا الذي نظمته وزارة الثقافة بدعم من الهيئة العربية للمسرح كان مثال للاستهتار بل مهزلة كبيرة بحق الثقافة وبحق مدينة عدن بسبب ممارسات إدارة المهرجان التي لم تقم بدورها المناط بها تجاه العروض المسرحية العشر المشاركة بالمهرجان حيث لم توفر لها أماكن للبروفات والادهى انهم لم يوفروا أزياء او اكسسوارات او ديكور . ما حدث امر غير منطقي ويتعارض مع العقل والمنطق لنجد انهم متفرغين لنهب مستحقات المسرحيين وممارسة التهميش والعنصرية بينما احترم الكاتب والمخرج المسرحي منير طلال نفسه ورفض تشويه عمله و انسحب تاركا لهم المسرح ليعبثوا به كيفما يشاؤون لكنهم وبدون ادني درجات الخجل ضغطوا على البقية ليعرضوا أعمالهم ملوحين لهم بمستحقاتهم الشحيحة فاضطرت تسع مسرحيات الي تقديم عروضها على خشبة مسرح صغيرة وفي مسرح غير معد ومجهز بالصوتيات والاضاءة. كل هذا حصل في مهرجان مدعوم من الهيئة العربية للمسرح فكيف لوكان المهرجان بدعم وزارة الثقافة فقط؟ وأشار أحد المسرحيين طلب عدم ذكر اسمه انه تم الاعداد مسبقا لفوز مخرج محدد سلفا وتم ترتيب احتياجاته وبزمن قياسي سريع وعرقلة الاخرين ليفوز هذا المخرج بالمهرجان في إطار تحايل يسيء للفن و لمدينة عدن حاضنة المهرجان وأشار عدد من أعضاء فرقة حضرموت انهم تعرضوا للإهانة والسرقة من قبل إدارة المهرجان واضطروا للمغادرة من عدن بسبب نهب مستحقاتهم وانهم رفعوا قضية وشكوى للهيئة العليا لمكافحة الفساد.