1// هذا عنوان لكتاب ، ومؤلفهُ هو الكاتب البريطاني باتريك كريجر ، وملخصه يجري تداوله في وسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام ، والكتاب يتحدّث عن جنوبنا قبل الوحدة وبعدها ، كما ويستعرض كيف أَحكم أهل الهضبة ( الزيود ) قبضتهم على كل الشّمال ، وأخضعوه لنفوذهم وتسلٌطهم القاسي ، وسعوا لمواصلة ذلك مع جنوبنا بعد الوحدة ، لكن الجنوب بتركيبتهِ المستنيرة أَبىَ الخضوع والإنصياع ، ومارس المقاومة بكلٌ أشكالها ومن فترة مبكرة ، وهذا أفضىَ الى إحداث خلخلةٍ بنيويةٍ في تركيبة النظام الزّيدي وتهتٌكهُ ، بل هو يلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم .. 2// اليوم .. لاأعتقد أنّ ثمّة من لايعايش صور الإنهيار الكبير الذي إعترى جسم نظام التسلٌط الزيدي ، وقذفهِ بسطوته في أوحال الأرض ، حتى وإن بقي من كبار كهنته - كعلي محسن الأحمر وغيره - من يُجعجعون ، لكنهم كالنمر العجوز بدون أنيابٍ ولامخالب ، وإن سعوا الى إغراء بعض المُتمصلحين بفائض أموالهم المنهوبة من البلاد منذو عقود ، وذلك لمساعدتهم في إعادة بثّ الرٌوح لإبقاء نظامهم المتداعي ، ولكن لن يفلحوا ومهما بذلوا ، لأن المرتزق المتمصلح لايصمدُ طويلاً أمام من ينافحُ عن الحق ، سواءً هناك في أسفل الشّمال ، أو هنا في جنوبنا نحنُ الذين إلتهمنا وعبثَ بنا نظام النّهب واللصوصية والفساد . 3// اليوم ايضاً ، وبحسب معطيات الواقع المعاش ، فإنّ جنوبنا في حِلّ من قبضة نظام الطغيان والتسلط الزّيدي ، وخصوصاً بعد أن حرّرناهُ بتضحياتنا ورجالنا ، وإن كانت بعضُ 0ليّات ذلك النظام وكذا بعض قبضته وأحزابه تسيطرُ الى حدٍ ما على بعض مفاصل القرار هنا ، ولكنّ كينونتهِ كنظامٍ وبنيته فلم يعد لها أثراً هنا مطلقاً ، كما وحالة الهيجان والغضب الشّعبي الجنوبي من هذا النظام هي المهيمنة على السّاحة ، وهذه لها أثرها وفِعْلها في المشهد القائم .. 4// في جنوبنا هنا ، وهذه اليمننة تأريخياً لم تظهر إلا في عام 1918م ، وهو عام تسمية المملكة المتوكلية اليمنيه ل0ل حميد الدّين ، وقبل ذلك عاشت هذه الجغرافيا في دويلاتٍ متعددةٍ وعلى مناطق جغرافية عدّة ايضاً ، حيث لم تكن هذه البلاد وفق جغرافية دولة هذه الوحدة من قبل مطلقاً ، ونحن دخلنا الوحدة مع الشمال منتصف عام 1990م ، وعانينا الأمرّين خلالها ، وأبرز ذلك في التّباين الثّقافي الجلي ، ناهيك عن الظٌلم الجائر والعسف الذي تجرّعناه طوال سنين هذه الوحدة .. وهذا مادفع بنا الى المقاومة والمطالبة المبكرة بالفكاكِ من نظام التّسلٌط منذو بدايات هذه الوحدة السوداء . 5// ضمن منهاجيّة النظام المتسلّط البائد في إحكام قبضته على البلاد ، هي منهاجية رَمْيُ فتات الموائد للسلسلة الأدنى في تراتيبية السلطة ، وهذه تبدأُ من الوزراء الى النواب والوكلاء ومدراء العموم الى .. الى .. الى عاقل الحارة الذي يمكن أن يكون جاهلاً أمياً ، ولكنه يشعرُ أنه قد حظي بتمييزهِ عن كل أهل منطقته ، بما فيهم كبار الإختصاصيين ونخبة المثقفين والمَهَرة و..و.. ولذلك تجد كل هؤلاء يستميتون في الحفاظ على هذا النظام الرّثْ ، وهم من ينافحُ اليوم عن ضرورة بقاء هذه الوحدة ، أو الدفاع عن فكرة الأقاليم وخلافه ، المهم أن يبقى هذا النظام الزيدي المتسلط .. لكن بحسبةٍ بسيطة ، فكلٌ هؤلاء لايساوون شيئاً أمام الشعب الجنوبي بمجمله . 6// وال0ن ، وبعد المستجدّات الأخيرة على الأرض ، لاأدري كيف لأمرئٍ أن يحنّ الى عهد العبوديّة والعسف و.. و.. ، وهذه تجليّاتها وصورها البشعة في جنوبنا عالقة في الأذهان ، وباديةً للعيان في عهد هذه الوحدة المشؤومة مع الشمال .. ولْندع شرذمة المتمصلحين والمسترزقين بفتات المال من شيوخ الهضبة ، أو من فئة 0كلي الفتات من شيوخ الهضبة في الهرم الأعلى للسلطة ، فقد قُضِيَ أمر هذه الوحدة عند شعبنا الجنوبي ، والصورة الحيّة لذلك تتجلّى في مدى المقت والغضب الذي يبديه شعبنا الجنوبي حتى عند مجرّد الذكرِ العابر لمسمّى هذه الوحدة وحسب . 7// كريجر في كتابهِ ( الجنوب العربي : اللقمة القاتلة ) خَلُصَ الى أن الجنوب هو الخازوق الكبير الذي هتك جسد السلطة الزيدية المتسلطة وقاد الى تفككها ، وكما أشرنا فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة اليوم ، ومايقيم وأدها إلا المال المُنفَقُ على السلسلة النّفعية المتمصلحة والمستفيدة من بقائها ، ومع الأسف ماأنفك الشمال موغلاً في حالة الكمون التي ولجها صاغراً منذو 1200 عاماً ، وإعتمالات الحرب الجارية اليوم تظهر ذلك بوضوحٍ في جغرافيا الشمال .. ولذلك علينا هنا في الجنوب أن نواصل الصمود وتوحيد الصّف ، وايضاً قطع دابر الأيدي التي تسعى الى بث الحياة في النظام البائد في جنوبنا ، والأهم مواصلة الرفض وعدم القبول ببقاء وإستمرار هذه الوحدة التي لم يبقَ منها إلا أطلال ذكرياتٍ عتيقةٍ وحسب .. أليس كذلك ؟! . كتبه/ علي ثابت القضيبي الخيسه / البريقه / عدن .