جاءت دعوة رئيس مؤتمر شعب الجنوب ، الشخصية الجنوبية ، محمد علي احمد لتحرك المياه الراكدة في المشهد الجنوبي ، وتعطي جرعة تفاؤل وامل ، بامكانية تحقيق اصطفاف جديد يعيد الحيوية للقضية الجنوبية المستبعدة ، حتى الان ، عن اروقة القرار الدولي وعن مختلف عمليات الحوار والتفاوض لتحقيق السلام في اليمن . تعتبر قضية الجنوب ركيزة اساسية ، للازمة اليمنية ومدخل الحل الحقيقي ، لانها تتعلق بنطاق جغرافي يمثل اكثر من نصف خريطة البلاد ، كما هي معنية بحقوق ومصالح شعب باكمله كان الى العام 90 يمثل دولة مستقلة ورائدة تحتكر اهم المواقع الاستراتيجية في العالم وتتمتع بجزر وممرات ملاحية غاية في الاهمية ، ورغم حث الجنوبيين المجتمع الدولي لايلاء قضيتهم المزيد من الاهتمام ، الا ان العكس هو ماحدث ، فتم تجاهلها بشكل خطير حتى بقيت قضية معلقة ليس لها حل حتى الان .. يعتقد البعض ، ان اهم اسباب عدم التعاطي مع القضية الجنوبية من قبل الاقليم والعالم ، يعود الى عدم وجود ممثل حقيقي وتدخل بعض اطراف التحالف في تمكين فئات سياسية معينة لترفع لواء التمثيل المزور وبالتالي هذا استفز الكيانات السياسية وفصائل الحراك الحنوبي لاسقاط هذه الفكرة الخاطئة ، واثبات ان الممثل الحقيقي لشعب الجنوب ، يجب ان يخلق من داخل بنية الحركة الوطنية ، وبدون ضغوط خارجية لمصالح دول بعينها . المجتمع الدولي لاشك لاحظ ان بناء كيان جنوبي ، بشكل فكاهي ، لم يعبر عن حقيقة الحالة الجنوبية وتطلعات ابناء الجنوب ، فكان المبعوث الدولي مارتن غريفت وقبله اسماعيل ولد الشيخ يفضلان ، كلما جاء الحديث عن الجنوب ، ان يتم تاجيل النظر فيها ، حتى يتم تشكيل كيان يحظى بتوافق اشمل ، واكثر استقلالية للارادة ، وهذا لن ياتي بصناعة اطر جنوبية يتم استخدامها لتحقيق مصالح بعض الدول ، بل عبر حوار جاد يفضي الى بناء ممثل حقيقي . الدور المتزن الذي لعبه مؤتمر شعب الجنوب ، في مؤتمر حوار صنعاء ، نجح في اظهار القضية الجنوبية الى السطح ورفض الاخ محمد علي احمد الاستمرار في الحوار بعد ان لاحظ ان قوى صنعاء ترغب في الالتفاف على مخرجاته وتستبعد ايجاد حل يرتضيه شعب الجنوب صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره . اليوم تاتي الدعوات من عدد من الشخصيات والاطر الجنوبية ، للتشاور والحوار ، نحو تحقيق هذا الهدف النبيل ، وعلى التحالف العربي والاشقاء والاصدقاء ، تلقف هذه الرسالة لاطلاق مبادرة او دعوة لعقد مؤتمر جنوبي يحظى بشرعية التمثيل ، وبتوافق القوى الجنوبية ، بدلا عن التهور الذي حدث في مسالة التفويض الشعبي غير الجاد والمستفز ..شعب الجنوب الان تتجه انظاره نحو تمثيل حقيقي لقضيته وسننتظر ماتاتي به الايام القادمة..