تعودنا عند إطلالة كل عام منذ اولى سنوات الشباب حتى أصبحنا شيبا بعد عمر طويل أن نتبادل التهاني والأماني بسنة طيبة وتحقيق الاحلام وبالسلام والأمان ورؤية المنجزات والرخاء وظلينا عقودا طويلة على ذلك الحال ترحل معنا تلك الامنيات البائسة عاما بعد آخر حتى سئمنا تبادل التهاني بهذه المناسبة التي تطل براسها علينا كل عام واحوالنا كما هي وامانينا كما هي وحياتنا لم تتغير بل تزداد سوءا وترديا كل عام وسط معاناة حياتية ومعيشية وإنسانية مأساوية وكأن قدرنا أن نولج ظلمات السنين الخائبة التي تزداد قسوة وعتمة . وهاهي تطل علينا سنة 2019م كسنة جديدة تحمل معها كسابقاتها مخلفات السنين الماضية وهي سنوات عجاف بكل مافيها من أزمات ونكبات وصراعات وكوارث إنسانية وم0سي تمثل منجزات الأنظمة العقيمة وقد ألقت بظلالها على الواقع المأزوم الذي نعيشه ردحا من الزمن لم تتغير فيه حياتنا ولم تتبدل أو تتحول أو تستقيم على حكم رشيد واع وفاعل كما لم يلح بالأفق بصيص أمل يحفزنا للفرح والتفاؤل نعلق عليه 0مالا لعل وعسى تحدث معجزة وينقشع الظلام ونرى بعد طول صبر وانتظار إنبلاج نور لحياة جديدة 0منة وهادئة ومستقرة يعم فيها الرخاء والبناء والعمل لتريحنا من عذابات ومرارات السنين السابقة لنعيش في سلام وامان ووئام ورخاء وعدل لطالما افتقدناها طويلا وكانت حلمنا الذي ننشده منذ الصبى ، وترعرع في أعماقنا عاما بعد عام حتى يئسنا وشخنا واصبنا باحباطات فادحة وخيبات قاسية متفاقمة أثقلت علينا بالك0بة وفقدان الامل ونحن نرى حالنا التعيس غرباء ومعدمين داخل وطن بات يتشظى ويحترق وقد انهارت مفاصله فيما يقوده العابثون والمأرقون وعديمو الضمير نحو المحارق والتهلكة والفشل الذريع والضياع ، وطن يمثل للعقلاء جوهرة ثمينة وضعت بين اياد غير أمينة وعابثة جلبت لنا الأذى المرير وافتعلت لنا ظروفا أليمة واوضاعا شائكة واحدثت بنفوسنا كراهية سافرة لواقع مهين تعمق فيه الاستبداد والفوضى المقيتة . لم يعد لدينا أحلاما جديدة ولا امنيات حديثة العهد كل احلامنا وامانينا مرحلة منذ عقود طويلة بعيدة هي الأخرى قد شاخت معنا وترهلت في وطن لا مكان فيه للاحلام الجميلة ولا للامنيات الخيرة التي ترفع من قدر الإنسان ومكانته وتحفظ كرامته وأقل ما يقال عنها انها مجرد اضغاث احلام تعشعش من سنين في رؤوسنا التي تصدعت من حملها الثقيل واصابت كل واحد منا بازمات عميقة وأمراض عصيبة فما بال الأمر ونحن نرى بحزن والم امما كانت دوننا ذات يوم وقد أصبحت تتباهى بالمنجزات والتطورات وتعيش الرخاء بكل صوره اللائقة ب0دمية الإنسان وتنعم بالأمان والازدهار فيما نحن من نتغنى حتى صدعنا بأننا اهل الحضارة والريادة والسباقين في مجالات كثيرة ذات زمن مضى نعيش اقسى مراحل الضعف والوهن والتخلف وظروف الحاجة المريرة مخدوعين بالشعارات البراقة والوعود الرنانة والخطب المتوهجة التي كانت في كل المراحل ومازالت تبشر عبثا وتدغدغ مشاعرنا بمستقبل أفضل و0من وحياة اجمل لم نر نورها منذ أمد بعيد وقد أصبحت سرابا في انتظار منقذ حر وشجاع يضع احلامنا بين حناياه ويؤسس لمرحلة التغيير التي عنوانها البارز الإنسان ليستعيد كرامته والوطن عافيته والعاقبة للمتقين وكل عام والجميع بسلام وأمان .