منذ وعينا أنفسنا في هذه الحياه ونحن جيل تزامن ميلاده ووجوده مع اندلاع الثورات بدءا من سبتمبر ومن ثم اكتوبر وما تلاهما ليومنا من منعطفات ومحطات شهدت الكثير من الانقلابات والحركات الثورية المليئة بالحروب الدامية والكوارث الإنسانية ومازالت قوافل الشهداء والجرحى والمنكوبين والفقراء والجياع تستمر الى يومنا دون توقف وكأنه قدرنا أن نقضي اعمارنا في خضم الثورات الهائجة العارمة التي جلبت لنا النكبات وادخلتنا بدوامة العنف والفوضى الخلاقة المستمرة تعطلت معها كل مفاصل الحياة وكانت سببا في تخلفنا ومعاناتنا المريرة . أي ثورات هذه ترافقنا منذ كنا أطفالا وحتى كبرنا واصبحنا شيبا كلما هداءت الأوضاع بعد ثورة وعنف لبضع سنين تأملنا فيها التغيير نحو الأفضل وطي صفحات من سنوات مظلمة أليمة لنعيش شيئاً من الرخاء والأمان والاستقرار الا أننا كجيل عاش التعاسة والمعاناة بكل صورها المأساوية تذهب احلامنا مع الرياح وكأنه قدرنا أن نكون شهود عيان على صراعات وازمات دامية وعنيفة متواصلة كلما خرجنا من نفق عميق ولجنا انفاقا مظلمة يسودها القهر والتنكيل والألم وتحيطها الخرائب والحرائق والتكتلات المناطقية المقيتة المدمرة لاي حلم بحياة أفضل تخرجنا من واقعنا المأساوي الذي يطاردنا عقودا طويلة وصارت عنوانا لمراحل عقيمة نعيشها لم نستطع التحرر من عبثها ولم تكن تلك الثورات الصاخبة لتضع حدا لها فكانت كل ثورة تلعن ماقبلها وتقودنا الى مصائر مجهولة ومظلمة . في ارضنا خيرات كثيرة وثروات تغنينا عن مد اليد للحاجة القاسية وتجعلنا خير الأمم بالرقي والرخاء والازدهار ولكننا طوال العقود الثورية المظلمة التي مازلنا نعيش فصولها القاتمة قد افتقدنا للنخب الواعية التي تضع حدا للصراعات وافتعال الأزمات وتضع اسسا لتحول نوعي يرتقي بالأرض والإنسان بالافعال الصادقة والتنمية الحقيقية وتضع نفسها كصانعة مستقبل 0من ومزدهر وتكون من اعلام تطورنا وتقدمنا وتحررنا من السنين العجاف الا أننا حرمنا من النخب الفاعلة صانعة التغيير المستدام وظلينا مجبرين ان نعيش تحت وطأة نخب عابثة متعطشة دوما لسفك الدماء والعنف المفرط واشعال الحروب الدامية والقيام بالثورات الخائبة التي توارثناها منذ زمن طويل بكل مافيها من عبث وتنكيل وضياع للفرص وانتهاك سافر لحقنا في الحياة الكريمة ال0منة وكأننا على ذلك الحال ماضين دون امل بغد افضل ينتشلنا من براثن الوضع العبثي الثوري الماساوي الراهن بكل الم واسف .