تشهد الساحة الوطنية منذ أكثر من أربع سنوات معارك إعلامية شرسة مستعرة وغير مسبوقة لم تشهد البلاد مثيلا لها في أي مرحلة سابقة قد عمقت من الانقسام الداخلي وحرضت على الكراهية واججت معها الخلافات التي اتسع نطاقها لتؤدي تلك المعارك الإعلامية الى خلق الاصطفافات المناطقية والقبلية بشكل مقيت فيما اصيب الرأي العام نتيجة لذلك بتشويش في الأفكار بفعل الكم الهائل والمريع من المعلومات الإخبارية المغلوطة المليئة بالتلفيق والتضليل وألقت بظلالها على الوضع الراهن الذي أصبح مأزوما اكثر من اي وقت مضى في ظل الكم الكبير من المغالطات والتشويهات التي تغذيها اجندات مشبوهة محلية وخارجية أغرقت البلاد بالفوضى المدمرة والخلاقة . مئات من المواقع الاليكترونيه باتت منتشرة ويشوبها الاختلاف الفظيع في الآراء والتوجهات والأهداف منها من ينتهج خطا مستقيما وهم قلة ومنها من هو متخصص ببث الأكاذيب والاشاعات المغرضة ومنها من يستهدف بعض التوجهات والقوى السياسية للنيل منها ومنها المنافق الذي يضخم الأمور ويحرفها عن مسارها ومنها من يزرع الاوهام ويصورها وكأنها حقائق وبطولات ومنجزات ومنها من يعمل على تعميق هوة الخلافات ويبث الفتن ، ولكل منها قبلته التي يولي وجهه إليها فيما الرأي العام أصبح وسط ذلك الشتات الاعلامي الكثيف محبطا ومثقلا وهو يرى حقائق يتم تزييفها ومفاسد ومظالم يتم تنميقها وتلميعها وتصويرها وكأنها مكاسب لاسيما وأن الناس باتوا على معرفة ويقين بحقائق الأمور وسط معاناة قاسية واوضاع مأساوية سقطت فيها الدولة لصالح جماعات عابثة تدير ابواقها معارك خطيرة تجعل من غيها وتسلطها بطولات خارقة . أن المشهد العام للواقع الاعلامي في بلادنا يثير الشفقة والأسى في هذه المرحلة على الرغم من وجود صحفيين وصحف فاعلة وشجاعة تحاول أن تضيء النور لنهتدي الى الطريق الصحيح وتضع النقاط فوق الحروف الا أنها تتعرض لهجمة عنيفة من قبل أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ابواقا للدفع المسبق دون الاكتراث لخطر ذلك التوجه الذي بات يعمق الكراهية ويهاجم الشرفاء والاحرار من أصحاب الأقلام الشريفة التي مازالت صامدة بامكانيات محدودة وتنتصر للقيم الإنسانية والوطنية بشجاعة نادرة لطالما عانى مجتمعنا في هذه المرحلة الحرجة من عبث الكلمة المأجورة التي اتباعها يتسولون على أبواب النافذين والعابثين والطغاة من حملة معاول الهدم والقهر والجور الفادح .