لا أحدا يسره ما 0ل إليه الوضع البيئي والخدماتي المزري في العاصمة عدن والذي يعيش أسوأ مراحله من تدهور وترد بل إن عدن أصبحت تعيش كارثة بيئية وخدماتية وإنسانية خطيرة تهدد سلامة المواطنين لم تشهد مثيلا لها في أي مرحلة سابقة فيما اختلفت اسباب ذلك التردي المخيف وتعددت خلفياته لاسيما وأنه محصلة عامة لمجمل الأوضاع المتدهورة التي تشهدها عدن على كافة المستويات في ظل اهمال رسمي وتسيب مجتمعي غير مسبوق ألحق ضررا فادحا بسمعة ومكانة عدن التي كانت مثالا للنظام والانضباط والرقي . عدن التي كانت مثالا للجمال ومزارا للسائحين والوافدين من كل أرجاء المعمورة وحاضرة للتنوير والتسامح والوئام ومركز إشعاع حضاري واقتصادي وتحوي أنظمة إدارية ومدنية متطورة لم تعد اليوم تلك المدينة الأنيقة والرائدة في جوانب كثيرة من الخدمات والسباقة في النهوض بمجالات عديدة فلقد عانت منذ سنوات ومازالت من إهمال متعمد ومن عبث العابثين والحاقدين والقيادات المحلية الفاشلة التي اوصلتها إلى وضع مأساوي كارثي مع سبق الاصرار والترصد وإلا لماذا تعيش عدن اليوم أوضاعا خدماتية وبيئية متدهورة؟ ويرى كل ذي بصيرة المجاري تتسرب وتتجمع في عديد من الشوارع والطرقات والاحياء السكنية في كل المديريات ؟ ولماذا تتراكم القمامة بشوارعها وأحيائها ومدنها بشكل بات مقززا ولافتا للأنظار وبشكل لم تألقه في أي مرحلة سابقة ؟ واين هم المسؤولون المعنيون برفع ذلك الضرر الذي يشوه الوجه الحضاري لعدن والذي كان في الماضي متألقا وجميلا ؟ أنهم بلا أدنى شك مشغولون بالمكاسب واللهث وراء بناء أنفسهم وما يحصلون عليه من جبايات وموازنات وتسهيل البسط على الأراضي وغيرها من الموارد التي لا توجه لصالح المدينة لخروجها من سوء الوضع الراهن . بنى خدماتية متدهورة ومتهالكة ونظم إدارية ومحلية فاسدة وقيادات عابثة ومهملة وغير كفوءة كانت وراء حال التسيب والاهمال الذي تعيشه عدن وكأن أمر تطويرها وانتشالها من ذلك الوضع المزري المريب لا يعني أحدا قيادات محلية وحكومة كلاهما شركاء في تخريب المدينة وطمس هويتها وتاريخها المدني العريق حتى أصبحت مدينة منكوبة بالمجاري والقمامة والعشوائيات والمسلحين والمخدرات وتعيش الانفلات الشامل على كافة المستويات في غياب إرادة قيادية حرة ، شجاعة ونزيهة تضع خطة عاجلة لإعادة بناء ما أفسده العابثون وتقادم عليه الزمن لاسيما وأن عدن كانت ضحية في كل المراحل وساحة اقتتال الخصوم والفرقاء الذين دمرت شطحاتهم الدموية والعبثية كل ما يرتبط بحياة الناس ويحفظ لمدينتهم رقيها وتألقها وريادتها التي أصبحت اليوم محل ت0مر لقوى خارجية تعمل على تدميرها وتخلفها واغراقها بالفوضى الشاملة والحيلولة دون استعادة مكانتها الرائدة التي تستحقها عن جدارة وأصالة .