اقول للشباب المشاركين بالاحتفال والاحتفاء بذكرى يوم التصالح والتسامح في 13 يناير 2013 اقول لهم: هذا الذين تقومون به ليس مجرد تظاهره او مهرجان لتجديد العهد والوفاء لمبداء التصالح والتسامح العظيم الباهر-مع بالغ اهميه ذلك. هو اكثر من ذلك بكثير واسبين ما اعنيه لاحقا.ً ولكن قبل ان استطرد دعوني هنا ان اذكر ان مبداء االتصالح والتسامح انطلق قبل ان يبداء الحراك بسنتين وهذا المعطى وهذه الحقيقه ذات دلالات جليه وجسيمه ( الى جانب روح وعظمه هذا المبداء في حد ذاتها ) بمعنى: 1. ان شعب الجنوب العربي قررالتصالح والتسامح كقرار مبدئي اصيل حتى قبل ان يبحر في حراكه الملحمي نحو سقف الاستقلال واستعاده الدوله فقدموا التوق الى التلاحم والحب بينهم على الوصول الى الدوله. 2. لو لم يبداء شعب الجنوب باقرارهذا المبداء قبل الخوض في المعركه السياسيه لما وصل زخم الحراك الاستقلالي لما وصل اليه لانه قرب بين فصائل واطياف الشعب 3. كون شعب الجنوب العربي بداء بالتسامح والتصالح في ما بين مكوناته قبل ان يبداء ملحمته الحركيه الاستقلاليه يكون بذلك قطع الطريق كليه وبدون رجعه-ومنذ البدhيه- على حكام صنعاء ومن سار في ركبهم من النجاح في استعمال سلاح الفرقه ونبش العدواه بين الجنوبيين ( وهذا السلاح –بالمناسبه -استعمل ويستعمل دون نجاح من قبل علي صالح وعصبته والان يستعمل من قبل حكومه صنعاء بشقيها المؤتمري واللقاء المشتركي). والان اعود لابين لماذا سيكون المهرجان والتظاهر في عدن في 13 يناير 2013 ليس مجرد تظاهره او مهرجان لتجديد العهد والوفاء لمبداء التصالح والتسامح العظيم الباهر بل اكثر من ذلك بكثير للاسباب التاليه: a. سيكون هذه السنه ذا رساله خاصه وذا صبغه وطعم فريدين اذ انه سيمثل استفتاءاً منقطع النظير للاراده الجنوبيه العربيه الجمعيه للاستقلال ويؤكد ويرسخ نجاح الاستفتاء الذي حصل في 30 نوفمبر 2012 الماضي b. هو يتزامن مع الحوار اليمني الوطني المراد منه –بالنسبه للحاله الجنوبيه- هو وائدها وخنقها ولذا سيكون تجمع 13 يناير 2013 اعلانا مفاده ان الحراك الجنوبي العربي لم يعد طفلاً هينا وأده وسهلا مضغه بل شابا قويا عصي على الؤاد والخنق والمضغ.. c. هو ايضا يتزامن مع دعوات –هي قليله بحمد الله- من بعض الجنوبيين للالتحاق بالحوار اليمني وتحت هذه الدعوات هناك من يريد ان يذكي صبغات مناطقيه فسياتي الشباب رافعين اصواتهم عاليا قائلين" نحن شعب واحد واسره واحده وكلنا تواقون للاستقلال ولن تستطيعوا تفريقنا" d. وقد كتبت سابقا بان "مبداء التصالح والتسامح اصبحت له ابعادا كثيره عدى اقراره كمبداء للتصالح والتسامح -في حد ذاته بين اهل الجنوب العربي ومن تلك الابعاد: i. أنه بات مرتبط ارتباطا وثيقا بمبداء اننا –في الجنوب العربي- موحدوا الكلمه والفعل والامل والتطلعات ii. أنه بات مرتبط ارتباطا وثيقا بمبداء الجنوبيين في الاصرار على .الاستقلال كنتيجة وحيدة مبتغاه iii. أنه بات مرتبط ارتباطا وثيقا بمبداء بالاقرار والاصرار على الهويه الجنوبيه العربيه الخصوصيه بنا والتي تضمنا الى بعض بارتباط والتصاق وثيقين. e. يوم 13 يناير 2013 سيكون اكثر من مهرجان وتظاهر –سيكون "مسيره" تاريخيه ستسجل في ديوان تاريخ الجنوب العربي. اذ سيسير الشباب نحو عدن من كل المناطق والجهات ومن الجبال والسهول ومن كل القبائل في الجنوب العربي. هي مسيره اشبه ما تكون بمسيره الامريكين السود الى واشنطن في عام 1963 عندما خطب فيهم مارتن لوثر كنج خطبته الشهيره قائلا لهم " لدي حلم" وقد اتفق الدارسون للتاريخ الامريكي الحديث ان هذه المسيره كانت اول خطوه نحو وصول الرئيس اوباما الى البيت الابيض. الفرق اننا ولو اننا ايضا لدينا حلم الا انه دنا من كونه حلما الى حقيقه تطرق الابواب. ان ما تقومون به هو عمل تاريخي سيسجل لكم وستحكونه لاولادكم واحفادكم والاجيال القادمه اخذوا الصور لبعضكم البعض في مجموعات وتبادلوها فيما بينكم. الذكرى ستبقى خالده في وجدانكم دائما.ولكن الصور مهمه لكي تعرضوها على اهلكم عند عودتكم وتبقونها للذكرى بهذا اليوم الحاسم. واكاد اتخيل ماذا سيقول احدكم لاولاده واحفاده في مستقبل الايام حول هذا الحدث سيقول له اولها: "لقد اجتمعنا بالملايين في عدن في 13 يناير 2013 اتينا من كل محافظات الجنوب العربي بعضنا اتى على عربيات قديمه وبعضنا غلى دراجات ناريه واغلبنا مشيا على الاقدام من قرانا ومدننا من الوديان والجبال" " وكلما مررنا على قريه في طريقنا كبر حجم المجموعه ونمت كما تنمو كره الثلج عند تدحرجها ويحٌيونا اهل القرى الذين لم يتمكنوا من اللحاق بالركب بقول "نحن معكم" و "سيروا برعايه الله " و " بلغوا سلامي على عاصمتنا " "بعض الذين لم يتمكنوا من الحضور في ذلك اليوم –يوم 13 يناير 2013- حتى الذين كان لهم اسباب لعدم تمكنهم الحضور شعروا بالندم الكبير لعدم حضورهم بعد ان راواء ما راوء وسمعموا ماسمعوا عن تميز الملتقى ونجاح" " كان الشباب يحملون شارات عليهم مكتوب عليها " انا جنوبي انا اشارك في يوم التصالح والتسامح في عدن" " حتى قبل الحدث باسابيع كنا كلنا نشعر بان ما نحن بصدد المشاركه فيه هو حدثا استثنائياً هاما بكل المقاييس كما راينا تركيزا على هذا الحدث في الجرائد والمواقع الاكترونيه الجنوبيه مع حملات جباره في مواقع الفيسبوك وتويتر" "حتى وسائل الاعلام التي لم تكن تعرنا وضحايانا أي اهتمام –بما في ذلك الجزيره- هي الاخرى استشعرت اهميه واستثنائيه الحدث فارسلت مراسليها ونقلت فعاليات الحدث واجرت مقابلات مع عدد من المتظارهين وكنت احدهم وهذه اول مره اظهر فيها على شاشه وسيله اعلاميه عالميه" "كنا نشعر بسعاده وكاننا في عيد او مهرجان احتفالي كرنفالي وترى بسمات الامل والتصيم في كل الوجوه" " الذي لاحظته ايضا هو ان مشاركات السيدات والفتيات كان بارزا وفاعلا ايضا" "وقد قرات في احد صفحات الفيسبوك قبل ايام من الحدث حكليه تجسد الشعور الطاغي وقتها كما مايلي: "ان المواقف الذي يسجلها ابنا الجنوب في هذه الايام مؤشرات واضحه بان النصر يقرب بصوره غير متوقعه. " اتت امرأه الى احد القياديين في الحراك فقالت "سمعت بانها ستكون مسيره كبرى ستمر على منطقتنا فانا لااملك سوى فرشان النوم حق اولادي خذوها" فرد بشفقه "لا تحملي هم" فقالت "لاتحرمني من المشاركه في هذا الحدث" فقال ما اسمك قالت جنوبيه حره" حتى اننا قرائنا في مواقع عده عن شاب شبواني اسمه عبدالغني الخليفي سافر خصيصا الى الهند لرفع علم الجنوب على جبل الهملايا وكان ذلك قبل يوم ذكرى التصالح والتسامح باسبوع وفي نفس اليوم قرانا ان طلابا في احد قرى الضالع رفعوا علما ضخما جدا على مدرستهم" وسأيساك ابنك عمر بعد سماعه كل هذا " هل حضر معك في هذه التظاهره جدي صالح " فتجيب " نعم بالتاكيد حضرها والدي بل كان هو المحرض الاكبر لحضورها"