الحرب القائمة منذ أربع سنوات لاتهدف لهزيمة الحوثيين في اليمن(منطقة سيطرتهم)، بل لإرغامهم على قبول الشراكة السياسية مع قوى الشرعية اليمنية المهزومة، ويأتي جمود جبهات المواجهة بين الطرفين اليمنيين، لعدم تعميق جراح شركاء المستقبل ، بخلاف جبهات القتال مع الجنوبيين. أما قتال الجنوبيون خارج حدودهم فيتم تحت قيادة دول التحالف العربي،لكنه وان كان شعاره حماية الأمن القومي العربي من المد الفارسي، إلا انه لن يتجاوز أرغام الحوثيين على قبول الشراكة مع إخوتهم اليمنيين في الشرعية المهزومة وأتباع صالح عبر إقامة نظام جديد يمثل توازن لمصالح إقليمية ودوليه.. أما قضية الجنوب فبالنظر إلى الماسي التي لحقت بالجنوبيين بعد حرب 94 وما أحدثته من شرخ عميق غير قابل للالتئام، وارتفاع مستوى جدار الكراهية بين الشعبين، واستحالة قبول تعايشهما بأمن وسلام.
هذا الشرخ والجدار المتنامي ارتفاعه عبر حرب اليوم في الساحل الغربي والحديدة تواصلا مع التضحيات الجسيمة والمؤلمة التي لاثمن يوازيها غير تحقيق شعار الثورة الشعبية الجنوبية بشقيها السلمي والعسكري (الاستقلال أو الموت) كل هذه التراكمات كونت بحيرة من الدم والدموع تفصل بين الشعبين اليمني والجنوبي العربي، بحيرة مغرقه لمن يحلم بتجاوزها، ولازالت الدماء تزيدها توسعا وارتفاعا، تمهيدا للوصول لأهداف إقليمية ودوليه ووطنية جنوبيه منها حماية الأمن القومي العربي وتأمين الملاحة عبر باب المندب الجنوبي وإرغام الحوثيين على قبول الشراكة مع إخوتهم اليمنيين من الشرعية وأتباع صالح، إلى جانب رد الاعتبار ل عدن ومحافظات الجنوب والقبول باستقلالها الذي انتزع بالقوة ..
لقد أصبح من الاستحالة ترميم العلاقة المدمرة بين الشعبين ، وأصبح مايؤخر قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة هو قبول الجنوبيين ببعضهم والتعايش بسلام والتوافق على مستقبل الجنوب، وتدرك دول القرار الإقليمي والدولي عدم جدوى إجراءات الترقيع بشان حل القضية الجنوبية .
أيضا تعلم أنها قد تستطيع فرض نظام الدولة الاتحادية على الجنوبيين لكنها لاتستطيع ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، دون تلبية مطلب الشعب الجنوبي الذي قدم ولازال يقدم سيول من الدم في سبيل استقلاله وبناء دولته..