جاء تحذير وزارة الخارجية من انهيار اتفاق السويد، متأخرا فقد سبق وأن دخلت قضية تنفيذ اتفاق السويد في سيرورةٍ بل دخلت طريقاً مسدوداً عجزا مبعوثي الأممالمتحدة غريفثس وكبير المراقبين الدوليين كاميرت من عبوره، بعد ان وقفت المليشيا الحوثية حائلاً أمامهما من خلال تعنتها ورفضها الانسحاب وتسليم الميناء، بل أخترقت وقف إطلاق النار وتمادت إلى أقصى حد برميها الأعيرة النارية على موكب سيارات باتريك كاميرت اثناء مروره في الحديدة !. لقد شرعت المليشيا الحوثية بوضع عراقيل وعثرات عديدة في طريق إحلال السلام في الحديدة وذلك منذ بدء مزاولة باتريك كاميرت مهمته في الحديدة ولازالت مستمرة في إعاقته وإفشال مهمته ومنع الوصول نحو إتفاق يخدم عملية السلام ويصب في تنفيذ التفاهمات التي تمخضت عن مفاوضات السويد. من الجدير بالذكر إن الايام القليلة الماضية قد شهدت تحرك كبير من قبل مبعوثي الأممالمتحدة وأمينها العام، حيث قام رئيس المراقبين الدوليين في الحديدة باتريك كاميرت بزيارة لعدن وإجراء لقاء مع فريق حكومة الشرعية، ثم زار صنعاء والتقى بالفريق الحوثي وذلك بعد فشله في التوصل لجمع طرفي النزاع في الحديدة، ولحق ذلك الزيارة المفاجئة للمبعوث الأممي مارتن جرفثس لصنعاء، وكما يبدو إنها محاولة جادة من قبل الأممالمتحدة لإنعاش إتفاق استوكهولم بعد ان أدخلته المليشيات الحوثية في موت سريري!. الجديد في الأمر هو الوعد الذي طرحه أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الأحد الفارط والذي حمل في طياته ثقة عالية بقدرته على فرض إرادة الأممالمتحدة وإجبارها للحوثيين بالخضوع وتنفيذ إتفاق استوكهولم والجديد ايضا انه قد عزا وعده هذا إلى موقف شخصي منه لرد الجميل للشعب الذي تربطه علاقة خاصة به منذ أن كان مفوضاً سامياً للاجئين في اليمن، وكان الشيء الغريب في الوعد هو تلك الثقة الكبيرة في قدرته على إخضاع الحوثيين وسهولة إنصياعهم له والسير في تحقيق ما اتفق عليه الطرفان في السويد، ذلك الاتفاق الذي لم ينجز منه شيء يذكر ويحسب لمسعى الأممالمتحدة في تحقيقها السلام سوى السلام والمصافحة بالايدي بين رئيسي فريقي التفاوض خالد اليماني ومحمد عبدالسلام! وذلك حين عمد أمين عام الأممالمتحدة إلى التوفيق وإبتزاز إيديهما للتصافح أمام كاميرات الإعلام، وإن كان في الجانب العملي لا يمثل شيء يذكر، وعلى وجه الخصوص بعد الفشل الذريع لكبير المراقبين الدوليين في الحديدة، حيث لم يتم تحقيق خطوات تفاهم تفضي إلى تقدم في طريق السلام، فلم تكن المصافحة والسلام بينهم دلالة على سلام حقيق، بل كانت مادة إعلامية جامدة أستغلتها بعض القنوات التلفزيونية لتعكس صورة إنجاز وهمي.