جاء التحالف العربي في وقت استغل به الظروف التي نحن فيها والتي كانت بالنسبة لنا تاريخا أسود سيئا للغاية ولم تمر علينا ظروف قاسية أقسى منها فتدخل التحالف العربي، حتى وإن كان تدخله بدون استئذان من سيادة الدولة. هذا هو الصحيح وليس كما يقال كان دخوله بدعوة من سيادة الدولة. وما كان من الشعب الجنوبي إلا أن رحب وفتح له الأبواب وتركها بدون بوّاب كما يقال.. لأنها كانت مرحلة في ظل تكالب قوى الشر من أحزاب وجماعات وقبائل وفصائل من الشمال تحت راية الحوثي وهذا هو الشرح الصادق والأدق إن أردنا عين الحقيقة. وفي هذه المرحلة كاد الجنوب يستغيث حتى بشياطين الجن للخلاص مما حل به من تكالب الشمال بكل ما يملكه من عدد وعتاد. لأن الجنوب بالنسبة للشمال الجنوب غنيمة ثمينة بإمكانه أن يقدم سيلا من الدماء والآلاف من شعبه لكي يتم له الاستيلاء على الجنوب ويهنأ معه العيش لأنه يعلم ما يعني الجنوب بالنسبة له وما يحتويه من ثروة، ولكن كانت النوايا ليست غرضا إنسانيا وانقلب السحر على الساحر وانقلبت الموازين ودخل التحالف العربي وسُمح له أن يفعل ما شاء حتى وصل التحالف العربي التدخل في السيادة التي هي خط أحمر وتعدى الخطوط كلها وركب على الكبير والصغير ولم يجعل للسيادة شيئا ولو بمقدار ثقب إبرة ! وصل واقعنا القرار قرار التحالف والسيادة للتحالف والقوامة للتحالف والنهي والأمر والزجر والتعيينات له والعزل له وليس هذا فحسب من واقعنا بل لديه سجون يسجن بها من شاء ويأسر ويفك الأسر في سجون لا يعلم بها أحد غير التحالف العربي. إذن فماذا نسمي هذا الواقع الذي لاينكره إنسان سليم الفطرة؟! سمهِ ماشت احتلال انتهاك للسيادة وغيرها من المسميات عدد فيها ما تريد فكل ما تقول هو حال واقعنا. ولما كان هذا واقعنا لم نجعل لأنفسنا لا سيادة ولا قيادة من صميم إرادتنا نحن وليس ما يمليه التحالف. فمن الغباء والبلادة وعدم الفهم وعدم الإدراك ما وصلنا إليه وأصبحنا بلا إرادة ولا سيادة، بل إن دخول التحالف العربي الينا في أول وهلة بدون أي قيد أو شرط وبدون أي تفاوض وعلى كيف؟! ولم نجعل له أي ضوابط نحصره بها أو لوائح يسير عليها بل سلمناه الجمل بما حمل ولما لم يجد التحالف العربي أي ردع أو شرط تفرّس ووجد الفرصة وأصبح هو السائد وهو حامل راية البلاد والعباد وسوف يصل التحالف إلى أمور أعمق وهو ما يسمى الموت القادم الذي سوف يعرضها على كل من نال القيادة عن طريقه والذين يسيرهم التحالف للغاية التي هي جملة من سياسته التي جاء لأجلها، وهي تحديد موقف كل قيادي ليعي من معه ومن عكس ذلك. وهذا هو الموت القادم ! الذي سوف يُسأل به كل قيادي اشتراه التحالف العربي بالمناصب والمال والجاه والسلطان وبهذا السؤال المحرج الذي لابد منه قريبا أو بعيدا سوف يحدد الموقع الإعرابي لكل قائد وموقفه مع الوطن، ومن الذي كان معه عبدا مملوكا للتحالف العربي ليس له أي ميزان إلا ما يأمره وينهاه عنه لا قرار له، ينفذ بدون سؤال أو نقاش كعبد عانق العبودية ولا يريد فراقها. وإذا لم يوافق أي قائد من رجال الوطن ما يريده التحالف سوف يُعزل فهو من نصّبه وهو من يعزله وكرها يُهان وسوف يعود إلى حاله مثل حال ماضيه مواطن لا أقل ولا أكثر بالثياب التي كان يعانقها أيام الفقر والحاجة؛ ولكن لا يقدم الوطنية إلا من كان معدنه أصيلا لايرضى الذل والمهانة والعبودية وقليلٌ هم. لأن واقعنا هو الشاهد والمشهود يحكي لنا هذا الأمر بكل وضوح ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير او شرح مفصل. وأما إن كان بعض القيادات لا يشعرون أنهم أُجراء لا قرار لهم كالكوز مجخيا إلا ما أُشرب من هوى التحالف الذي اشتراهم فإن المصيبة أعظم. و أنا مؤمن بعين اليقين أن البعض من القيادات لا يفهم أنه عبد مملوك يسير بأمر ونهي التحالف العربي، لأن التحالف العربي عندما فرض نفسه فوق السيادة الوطنية أعطى البليد والغبي القيادة وكأنه كحاطب ليل دامس جمع فيه الأخضر واليابس والنافع والضار. وهذا ما اعتمد عليه التحالف العربي عندما دخل أرضنا فهو لا يريد قادة ذوي فهم ووعي وإدراك مؤهلين ودارسين حتى يسير نحو غايته بدون إلى أين ؟ وعلى كيف ؟ فأعطى الشخصيات فقيرة الفهم والإدراك وغير المثقفة وغير المتعلمة حتى أن هناك قيادات نعرفها لا تقرأ ولا تكتب أو أُمية إن صح التعبير. أنت معنا أم ضدنا ! هذا هو السم الزعاف والموت القادم على الأبواب لا محالة كي يوطد التحالف عروشه ويفهم من معه ومن ضده وهذه المرحلة سوف نأتي لها طال الزمن أو قصر ولانظن أنكل ما بذله التحالف فهو يبذله لسواد عيون الشعب كما يقال فهو عينه على أرض الوطن مغنما تماما كما هو الحال مع قوى الشمال. لهذا فكل ريال وضعه التحالف في أرضنا فهو دين على ظهورنا وسيظل جاثما على أرضنا سنين عديدة وعلى هذا أقول كما قال مؤمن آل فرعون: (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله) والله من وراء القصد.