من أجل إستعادة دولة الجنوب واسترداد الهوية التي طمست منذ عشرين عام.وضمن الفعاليات التي ينظمها الحراك السلمي وأبناء الشعب الجنوبي إلى حين عودة الحق المغصوب الذي سطا عليه شريك الوحدة بعد صيف94م المشئوم ولم يكترث بشعب منحه وطن بأكمله بخيراته وثرواته..سارت قافلة التصالح والتسامح من محافظة شبوه نحو العاصمة عدن لتشارك في مهرجان التصالح والتسامح الذي سيقام في العاصمة عدن في ال13من يناير الحالي مجتازة كل المعوقات والصعاب ومتحدية الظروف والتضاريس وكل العراقيل التي واجهتها طيلة رحلة الراجلة منذ انطلاقتها من محافظة شبوة غير مكترثة ولا مبالية بما سيلاقيها أو سيجابهها من صعاب ومعضلات.. فهي تحمل هدف واحد وغاية واحدة وحلم واحد,تحمل بين ثنايا أبناءها المشاركين حلم الوصول إلى العاصمة عدن والمشاركة في مهرجان التصالح والتسامح الذي جعل منه الجنوبيون ذكرى للتسامح والعناق والمحبة والألفة والتلاحم ونبذ الفرقة والشتات والتشرذم,وطي صفحات الماضي التي حاول الأعداء فتحها وإذكاء نارها ليعيد الجنوبيون للماضي البغيض ويعيد أيام التناحر والتباغض التي سحقها الجنوبيون بذلك اليوم الذي حطم معتقدات المحتل وأفشل كل الآعبيه التي كان يدأب لممارستها مع الشعب الجنوبي ليطحن بعضه بعض ويقتل بعضه بعض ويدمر بعضه بعض..
ولكن كل محاولاته بآت بالفشل بعد أن أعلن الجنوبيون أن يوم ال13 من يناير هو يوم للتآلف والتلاحم والتآزر والتعاضد ولم الشمل والتعاهد على المضي نحو المستقبل ونحو تحقيق حلم الشعب الجنوبي في إستعادة سيادته ودولته ودحر كل من كان يتلاعب بدولته وينهب خيراتها وثرواتها ويستولي على أراضيها ويستبد بأهلها ويسخر كل ما تزخر به م خيرات لصالحه وصالح حاشيته..
حطت القافلة رحالها صباح يومنا الجمعة في مديرية مودية بأبين بعد ان تكبد رحلة العناء من محافظة شبوه واصلت فيها السير ليل نهار تارة على الأقدام وأخرى على السيارات تلهث السنت المشاركين فيها بالشعارات المنددة بممارسة النظام القمعي وسياسة القتل التي يتعرض لها الشعب الجنوبي ولغة التدمير والتهديد التي مورست ضد محافظة الوطن الجنوبي..بين أحضان مودية تنفس المشاركون الصعداء وتلاقهم أبناءها أفواجا أفواج فامتزجت الأصوات واختلطت الجماعات وعلت الصيحات والصرخات وارتفعت في سماء مودية أعلام الجنوب وصور الشهداء الذين سطروا أروع البطولات والملاحم البطولية في التضحية عن الأرض والعرض والذود عن الوطن الغالي والحلم المنشود في أستعادة وطن الجنوب..
في مودية أقيم المهرجان وشارك الكل بالكلمات والأهازيج والقصائد المعبرة عن مكنونات الشارع الجنوبي ومطالبة التي لا تتعدى إستعادة دولته وحقه المنهوب منذ سنين..أبى الكل إلا أن يشارك أكان بالزحف أو بالتصوير أو مد المسيرة بالماء والغذاء..
شدت المسيرة رحلها إلى دثينة "مدينة العين" تسابق شبابها أرواحهم لملاقة أخوانهم ومعانقة أحبتهم ومن يشاركونهم حلمهم وهمهم ويطمحون لذات الهدف..في مثلت العين كانت الأفواج والجماعات تنتظر,وما أن تراءت في الأفق البعيد المسيرة وسمع أصوات شبابها وحماستهم تشق الطريق ويتردد صداها في الجبال هلل وكبر أبناء العين وهرعوا زحفا وركضا..هرعوا نحو أبناء شبوه الذين أصبحوا نسيجا واحد مع باقي مدن ومناطق أبين الأبية..هرع أبناء العين يحملون ما جادت به أيديهم واستقبلوا تلك القافلة والابتسامة تعلو وجوههم والفرحة تترقص في أعينهم والغبطة تتملك دواخلهم..وأمتزج أبناء العين بالقادمين وبات الكل يردد شعارا واحد وبصوت واحد وينادي بالاستقلال وإستعادة دولة الجنوب ورفض الظلم والضيم وسياسة التفريق والتمييز والعنصرية وإذكاء فتيل الأزمات والماضي البغيض..
جاب الكل شارع المدينة الذي ضج هو الآخر بالصيحات والصرخات والتكبير والتهليل فكان من أقصاه إلى أقصاه يضج بالمشاركين صغارا وكبار رجالا ونساء وقوافل السيارات..لم يعد أحد يفرق بين القادمين أو يميز بين الحاضرين فالكل اكتسوا برداء واحد والكل ينادي بصوت واحد والكل يحمل هدف واحد..أخذت المسيرة تجول شارع المدينة ثم حطت رحالها لتؤدي صلاة الجمعة وتتزود بالماء والغذاء.. وما أن فرغ الكل من أداء الصلاة والغداء حتى تقاطرت السيارات وسارت الأفواج وارتفعت الأصوات وتوجه الكل صوب العاصمة عدن..
محطات المسيرة كانت بعد ذلك " منطقة أمصرة" ثم شقرة , ثم زنجبار وستشد يوم غدا رحالها إلى العاصمة عدن لتشارك في ذلك العرس الجنوبي الذي يصر الجنوبيون على أحياءه ليثبتوا للعالم أجمع أنهم تغلبوا على كل المشاكل وتجاوزوا كل الصعاب وأنهم جمعيا يبحثون عن هدف واحد وينشدون حلما واحد..وهو استعادة دولة الجنوب,فهل يسمع العالم كل ذلك؟؟ وهل سينظر إلى قضية الجنوبيون بصدق ليستعيدوا حقهم المنهوب؟؟؟