انطلقت أول خطوة على طريق التصالح والتسامح من جمعية أبناء ردفان في عدن العام 2006م ، في تلك الفترة التي كان فيها نظام الاحتلال في أوج جبروته وعنجهيته وطغيانه ، فداهم مقر الجمعية الواقع بكريتر بآليته العسكرية المدججة واعتقل بعض أعضائها وعبث بمحتوياتها وأغلقها بالشمع الأحمر ، لكن الخطوة كانت قد وجدت الطريق لترسم معالمه بوضوح ، وفي ذات الوقت وجدت قلوب يملؤها الود والمحبة وأفئدة مشوقة للطلاق ونبذ الفرقة ، فانتشرت الدعوة للتصالح والتسامح في كل شبر من ارض الجنوب ومعها بدأت المسافات والمساحات تصغر وتضيق،تلك المسافات والمساحات التي عملت القوى الحاقدة في نظام الاحتلال على توسيع رقعتها منذ حرب 94م لتجد فيها ضالتها في نهش الجسد الجنوبي وتمزيقه بزرعها للفتن والضغائن والأحقاد بين أبناء الجنوب ، لكن ذلك لم يدم لهم ، فقد كانت الدعوة والاستجابة للتصالح والتسامح أسرع من قذائف دباباتهم ، هاهو شعب الجنوب اليوم يزحف ابنائه الأحرار من كل بقعة ومن كل محافظة ومدينة وقرية يتسابقون للوصول إلى العاصمة عدن للمشاركة في المهرجان الأكبر الذي سيقام احتفاء بالذكرى السابعة للتصالح والتسامح بمليونية اعد لها لتكون اكبر من مليونية نوفمبر التي هزت أركان الاحتلال وزلزلت الأرض من تحت أقدامه , نعم لقد تلاشت اليوم تلك المسافات والمساحات التي سخر المحتل مئات الملايين من الريالات المنهوبة من ممتلكات وثروات الجنوب لإبقائها قائمة حتى يسود بجبروته وغطرسته ، فتلك المساحات لم يعد لها وجود اليوم فقد تشابكت أيادي الجنوبيين مع بعضها البعض وتآلفت قلوبهم وسادت بينهم روح التآخي والوئام ، واتحدوا من مبدأ التصالح والتسامح الذي جُبلوا عليه وتوارثوه عن الآباء والأجداد منطلقاً للتخلص والانعتاق من براثن الاحتلال ، الجنوبيون اليوم يمضون بثبات في اتجاه واحد نحو هدف واحد وهو التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على ترابها الوطني .
ولنا في مليونية يوم غدٍ في ساحة الحرية بخورمكسر شاهداً على صحة ما نقول، فقد انتفض أبناء العاصمة عدن وانتفض أبناء لحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى الذين زحفوا قاطعين المسافات الطويلة ليؤكدوا للعالم ان شعب الجنوب لابد ان تُحترم إرادته ، فمصيره معقود على قرار منه وهو هنا في هذه المليونية وما سبقها من مليونيات قد قرر مصيره المتمثل في خياره الذي لا رجوع عنه وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ورفض ما يسمى بالحوار اليمني وتلك المشاريع الصغيرة المنقوصة ، وبلسان واحد من هنا من ساحة الحرية من مليونية التصالح والتسامح سيهتف شعب الجنوب مخاطباً بأعلى صوته رعاة المبادرة الأشقاء والأصدقاء ، سيخاطب كل دول العالم وشعوبها قائلاً لهم ( مهما أدرتم ظهوركم عن قضيتنا وغضبتم الطرف عن مليونياتنا وصممتم الآذان عن هتافاتنا المنادية بالتحرير والاستقلال فأننا ماضون في الطريق الذي سلكه قبلنا شهدائنا الابرار ولن نحيد عنه) ، فقد قطعنا لهم عهداً بذلك ، وهم لازالوا يسقطون برصاص نظام الاحتلال حتى اليوم ، لقد قطعنا لهم عهداً ان نتصالح ونتسامح ونمضي إلى الأمام شاء من شاء وأبى من أبى ، فقد راهن أعداءنا على تمزقنا وتفرقنا وتناحرنا وكانوا واهمون ،
ستروا غدٍ بأذن الله كيف ان أبناء الجنوب في يوم التصالح والتسامح يقتسمون رغيف الخبز فيما بينهم ، وعدن تستقبل أبناء شبوة والضالع وأبين وردفان ويافع وحوطة لحج والصبيحة بالترحاب والاهتمام وبموائد الطعام ، فقد تصالحوا وتسامحوا ب ( عيش وملح )