لم تعد المراعي في بلادنا بالأهمية كما كانت في الماضي أساس الهيكل البيئي تلعب دورا فاعلا في توفير حاجيات الإنسان تحقق برامج تنميته الاجتماعية والاقتصادية, وسبب ذلك يرجع إلى التأثير السلبي لكل من العامل البشري والعامل المناخي والحمولة الزائدة عن طاقتها. بالإضافة إلى السير الشبه متعثر في تنمية المراعي الطبيعية, والتي بالإمكان النهوض بإنتاجيتها إلى نحو 25% لو تم التوسع في زراعة أصناف جديدة من المحاصيل والأعلاف وتهجينها باعتماد خطة الغربلة وإكثار التقاوي ورفع مقررات الأسمدة الأزوتية ضمن برنامج شامل للتوعية تشرف عليه مراكز الإرشاد الزراعية عبر جميع وسائل التثقيف والإعلام, الأمر الذي يدفع بالاستثمار نحو التصنيع ولكن, لا تقوم صناعة من دون زراعة والحصول على موادها الأولية الخام, وعليه ربما يدفع بالاستثمار إلى الاعتماد على استيراد المنتجات الجاهزة وحسب. إن المواد الأولية المتاحة اليوم هي مخلفات الصناعة بالدرجة الأساسية أهمها صناعة تعليب الأسماك. وبقدر ما يستفاد منها في تصنيع جزء حيوي في مجال زراعي ألا وهو تصنيع الأعلاف وتغذية الحيوانات والدواجن كونه يتركز على إنشاء معامل خاصة لمعالجة نفايات المسالخ العامة والملاحم الفردية وأسواق السمك, وهي مواد تهدد صحة الإنسان تعرض البيئة للتلوث تبذل جهود جبارة للتخلص منها والذي يجب أن يكون ذي مردود اقتصادي بواسطة الاستثمار بتلك النفايات عبر تجميعها وغليها وتجفيفها وخزنها ثم سحقها وتحويلها إلى مواد علفية مركزة حيوانية المصدر تضاف بنسب لا تزيد عن 10% للخلطات الفنية توفر احتياجات يومية من البروتين لكافة أنواع الثروة الحيوانية. وبديهي أن صناعة الأعلاف لا تتوقف عند توفير الأعلاف المركزة وحسب والتي تعرف بالمضافات العلفية لمزجها بمزيد من المواد الضرورية واللازمة مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية وغيرها من المحفزات ولمهدئات, ولكن المسألة تتطلب إنشاء مصانع أعلاف عديدة في بلادنا مكونة من مطاحن وخلاطات بطاقات تتراوح بين 30 إلى 100 طن في الساعة, تقوم على استيراد مختلف الحبوب وبالدرجة الأولى الذرة الشامية الصفراء ومجروش الصويا.
حاليا وفي ظل غياب الاهتمامات على مكونات الملكية الفردية للثروة الحيوانية يصعب وضع بيانات تحليلية حول واقع إنتاج الأعلاف والإنتاج الحيواني وتكلفة كل منهما وآفاق تطورهما ما لم يتم التركيز على مجال إنتاج المساحيق العلفية المركزة مثل مسحوق اللحم والعظم ومسحوق السمك الذي تنتجه مصانع تعليب الأسماك تصل نسبة البروتين فيه نحو 50%. ذلك يسهل عملية تصنيع أعلاف مختلفة لكافة الأعمار وتعديل العلقات والخلطات والتركيبات دوريا كي يقبل عليها المربون لتطابقها بالمواصفات الفنية المقررة بمكوناتها الغذائية المحددة ونسبها وذلك وفق مخطط يهدف إلى الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية.