كنت في ابين لعدة ايام واذا من وجهها تبدو ثنيا الدهر والحزن المليئ ابين الاتي اليها او المار بها لايرى الا كومة من الأحجار او بقايا مدينة هدمت وأهلها ذهبوا إلى مكان آخر بحثاً عن حياة أخرى ليجدوا فيها. المتاع الذي فقدوه في تلك الكومة من الأحجار فنحن نسمع يوماً بعد آخر رنين ودغدغة للمشاعر واصوت رحى تطحن قمح ولم نرى طحيناً كثر المٰدعون لحبها ونصرتها وإنتشال تلك الأحجار المكومة ..وو... ولم نرى قبلات اولئك الدّاعون والمتملقون ترتسم على تلك الأحجار فمن سيرسم تلك البسمة وإعادة بناء تلك الأحجار ام إنها قد يأست من هؤلاء كيأس الكفار من اصحاب القبور. ومن خلال اقترابي منها اكثر وإذا بها تدندن بكلمات حزينة ولم افهم منها الا بعضها إنها تقول ستنتظر جيلاً آخر ووقت آخر. فإلى ذلك الجيل وذلك الوقت نحني لك الرؤوس ونخلع لك القبعات ونستسمحك عذراً يا ابين الشموخ ابين الشهداء لأننا لم نكن قادرين ازالة اولئك المتشبثون بكومة الأحجار.