لم يكن القائد السياسي الفقيد علي صالح عباد مقبل رحمة الله عليه ، سياسي وحسب بل قائد رفيع وانسان قبل ان يكون سياسي وقائد وقبل ان يخوض الحرب الثورية ويتدرج في مناصب السياسة والتي تعبتر بالنسبة له تكليف وليس تشريف والوصول اليها لم يكن عبر اختياره ولم يسلك اليها طريق معبد بالورود ، بل كان على عكس هذا حيث كان يمر فوق الاشواك رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته ، الفقيد مقبل لايمكننا ان ننعية بتسمية معينه فنحن في الحقيقة نحتار في الاسماء التي تليق بهذا الرجل العظيم ولكنني اخترت السياسي الفقير لنجمع كل الاسامي في تلك التسمية ، ومن الاسامي ايضا القائد الانسان ، والاب الحنون والثوري الشجاع، والمقاوم الاسطوري ، ومقارع الظلم الفقيد مقبل يعد اخر المسؤلين المحترمين الذين حاولوا مقارعة الظلم وتفشي الفساد في اروقة مكاتب الدولة وهو صاحب المقولة الشهيرة ، البدل بدل العمل وليس بدل الحضور، قالها حين كان اعضاء مجلس النواب يوقعون على ورقة الحضور ويستلمون بدل الحضور وينصرفون دون اي عمل ولامشاورات ، السياسي الفقير مقبل كان رجل معتدل ولايحب حياة البذخ وكان همه الوحيد النهوض بهذا الشعب وتحقيق طموحات الانسان اليمني عبر اهداف ثورتي سبتمر وأكتوبر المجيدتين ولكن طموحات الرجل تحطمت على صخرة عصابة ال الاحمر الدموية ، واصبح الحكم القبلي والفساد المستشري حاجز منيع في وجه الرجل ، وكما يقول المثل العربي يد واحده لاتصفق. تلك الصفات السياسية والانسانية لم تكن دخيلة على مقبل الانسان، بعد الوحدة المشئومة بل نالها الرجل بجدارة على الفطرة ومن تربيته وشربة من ماء دلتا ابين الابية، حيث انطلقت مسيرة مقبل لمجابهة الظلم من مسقط راسه مرورا بعدن وسائر المحافظات الجنوبية في الشطر الجنوبي وصولا الى صنعاء سنحان والحمران ، لن نوفي الرجل حقه في سطور مهما حاولنا بل نحتاج الى كتب تدخل ضمن مناهج التعليم للاجيال، ولا اعلم ايضاء بعد ان اعزي نفسي في الفقيد مقبل هل اعزي قبيلة اهل حيدرة امنصور ام اعزي قبائل اهل فضل ام اعزي الدرجاج وابين عامة ، ام اعزي الحزب الاشتراكي ودولة الجنوب ، ام اعزي اليمن كل اليمنوصنعاء التي حاصرت الرجل ولم تسمح له بالمغادرة للعلاج في الخرج ساكتفي بتعزية الوطن وقول عظم الله اجرك ياوطن لا اعلم اي وطن اعزي في مقبل الانسان والسياسي الفقير