بعد ان أفنيت ست سنوات من عمري في كتابة تاريخ العربية الجنوبية من فجر الإسلام الى الاحتلال البريطاني.. اي لفترة 1200 سنة.. مستندا الى مئات المراجع التاريخية.. خرجت بمجلد يتكون من 19 فصل في 612 صفحة حجم كبير.. فحاولت بعدة طرق ان يتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي او يساعد في طباعة هذا الكتاب كونه يهدف الى التعريف بتاريخ الجنوب وهويته الوطنية والقومية المستقلة على مر التاريخ .. ولكن مع الأسف الشديد لم اجد من قيادة المجلس اذن صاغية.. فرديت أمري الى الله. فسخر الله جنوبي اصيل يحب الله ويحب الخير ويحب وطنه الجنوب وهو الشيخ الفاضل/ محسن ناصر الخيلي الشعيبي المعروف بإحسانه وكرمه الذي لا اعرفه شخصيا حتى اللحظة وانما بواسطة صديقي النجيب العقيد/ غالب محسن علي القسيمي الذي سعى الى ذلك.. فتكفل الشيخ محسن مشكورا بطباعة الطبعة الأولى للكتاب على نفقته الشخصية وحسب قدرته.. وعرفانا مني بالجميل عبرت عن ذلك بطريقتي الخاصة في اول صفحة من الكتاب. وقد حرصت ان يخرج الكتاب مضمونا وشكلا بما يليق بتاريخ شعبي وامتي العظيمة خلال 1200 سنة.. ويكفي انه يحمل بين دفتيه أسماء اشرف وانبل أجدادنا من العرب الجنوبيين وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين بلغ عددهم اكثر من 500 صحابي وصحابية رضي الله عنهم جميعا.. ودور العرب الجنوبيين في نشر الإسلام والدفاع عنه.. وهو دور عظيم ولكنه ظل مجهولا لدى شعبنا.. وكذا تاريخ شعبنا في ظل الخلافات الإسلامية حتى ظهور السلطنات والإمارات والمشيخات المستقلة في مطلع القرن السابع عشر الميلادي وسرد الكثير عنها. وبإصدار هذا الكتاب اكون قد دونت تاريخ الجنوب قبل الإسلام في ثلاثة اجزاء وان كانت طبعت منها نسخ محدودة لقلة إمكانياتي المادية. ثم بعد الإسلام حتى الاحتلال البريطاني بالاعتماد على الله ثم على ذاتي.. واسأل الله ان يمدني بعونه ونعمه حتى أتمكن من كتابة بقية مراحل تاريخ شعبنا.. هذا التاريخ الذي لم يأخذ حقه من الاهتمام والبحث العلمي. بل ان القيادات الجنوبية التي ظهرت بعد الاستقلال الوطني عام 1967م وحتى اليوم لم تكتف بإهماله وإنما جعلت منه ملحقا بتاريخ شعب اخر.. فظهر شعبنا وكأنه بدون تاريخ ولا هوية وطنية.. ولهذا نقول لمن يطلبون اليوم من دول العالم الاعتراف بهويتهم الوطنية المستقلة هذا الكتاب سيكون عونا لكم في اثبات صحة قولكم امام الآخرين.. فقط ندعوكم لقراءته واستيعابه وسنمنحكم اياه مجانا. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه ونحن معهم بحوله وقوته.
