قبل التطرق الى حيثيات صلب موضوع الطرح الموسوم لابد من التعريج بلمحة سريعة عن الارث التاريخي (للحراك الجنوبي ) منذ انطلاقتة في 2007 حيث كان الصراع الحقيقي للمكونات الثورية باحقية السبق النضالي على انتزاع الحرية والاستقلال حتى اواخر العام 2009 ومن بعد خروج البيض من عمان الى حضن طهران عبر الوكيل الرسمي في لبنان تحول الصراع على احقية التمويل المالي من الخارج حتى ديسمبر 2014 تحت شعار ما يحدث في الشمال لا يعنينا .. وفي ضل المتغيرات الانقلابية في مطلع العام 2015 بتاريخ الواحد والعشرين من يناير عندما اجتاح الحوثيين صنعاء وحاصروا الرئيس الجنوبي هادي في قصرة كان الشعار ايضا مايحدث في الشمال لا يعنينا حتى عندما قدم هادي فرصة لن تكرر على طبق من ذهب خلال شهر كامل من تقديمة استقالتة وادخل البلد في فراغ دستوري لم يستغل باعلان بيان الاستقلال السياسي رقم واحد نظرا لعدم قدرتهم على التنظيم الثوري برغم الاموال الخارجية المغدقة الا انهم عاجزين عن الدفاع عن بيان الدولة الجنوبية المستعادة.. وحتى حين وصل هادي الى عدن كان شعار لا يعنينا مستمر على امل ان يجتاح الحوثي الجنوب ويقوم بتسليم سلطاتها الى رفاق شعار لا يعنينا عبر ضمانة وكيل ضاحية ؛، لكن تغيرت عليهم الحسبة بدخول عاصفة الحزم ودخول المقاومة الشعبية الجنوبية باغلبية ساحقة ليست حراكية على خط المواجهة وحققت التحرير والتطهير للعاصمة عدن و باقي مدن الجنوب ومن خلال ما افرزتة نتائج الحرب تغير شعار لا يعنينا الى شعار شراكة الضرورة مع تحالف الشرعية اليمنية الدستورية المعترف بها دوليا ذات مشروع الدولة الاتحادية من ستة اقاليم على مخرجات الحوار الوطني الذي حدد نسب المحاصصة السلطوية بين الشمال والجنوب بواقع (50٪ ) .. وحينما نتمعن في حقيقة الصراع القائم اليوم بين المكونات الجنوبية نجد في ظاهرة (رحمة الحرية والاستقلال ) وفي باطنة (عذاب الاستحواذ على الحصة السلطوية ) كما يظهر على سطح المشهد السياسي الجنوبي الراهن، ومن هنا تتجلى حقيقة الصراع القائم بين المكونات الجنوبية من اعادة هياكلها التنظيمية من الانتقالي الى مجلسي الثوري حتى حزب المؤتمر الشعبي الجنوبي الى اخرها من تعثر اشهار الائتلاف الوطني الجنوبي ، كل هذه التكوينات تخوض صراع المعترك السياسي ليس على تحقيق الحرية والاستقلال للجنوب ارض وانسان.. ولكن الحقيقه بان كافة هذه التكوينات الجنوبية لا تراهن على البسط بالقوة العسكرية على ارض الجنوب بفرض سياسية امر الواقع فحتى الانتقالي الذي يدعي البسط الشكلي والاسمي إلا انه مفرغ من مضمونه لسبب بسيط جدا لان قوات الحزام والنخب تخضع بالامر المباشر الى قيادة تحالف العربي ومن المستحيل ان يخرج عن التوجة الدولي الغير داعم للقضية الجنوبية بحق الانفصال إلا في اطار الدولة اليمنية الاتحادية ولهذا ياتي الصراع التكويني لتلك المكونات الجنوبية بالرهان على وسائل التعبير السلمي بقية الحضور السياسي على ساحة الجنوب لمنحها حق التمثيل للقضية الجنوبية تحت يافطة الحراك الجنوبي لان الحصة السلطوية للجنوب المقرة في كيان الدولة الاتحادية بواقع (50٪) منها نسبة (75٪) للحراك الجنوبي ونسبة (25٪) لفروع التنظيمات الحزبية في الجنوب.. وبما ان من سيكون له حق التمثيل السياسي من تلك المكونات الجنوبية في الجلوس على طاولة المفاوضات الدولية بعد ايجاد التسوية بين طرفي تحالف الشرعية وتحالف الانقلاب فان ذلك الممثل السياسي للشعب الجنوب هو من سيستحوذ على نصيب الاسد السلطوي باليافطة الحراكية ولهذا يجب ان يدرك عامة الجنوبيين حقيقة الصراع الجنوبي من اجل (احقية الاستقلال ام حق التمثيل للقضية)؟!! يا اولي الالباب العاطفية المغمورين بالاعلام الموجة الذي يصنع سياج من الاكاذيب حول حقيقة من سيظفر بالحصة السلطوية في اطار الدولة الاتحادية بشكل ستة اقاليم مع العلم بان هذا الشكل ليس بجديد ولكن تم تحريره من صيغة سته مخاليف منذ رعاية الاخضر الابراهيمي في الاردن قبل اجتياح الجنوب بحرب صيف 1994م..