بعد مرور 100 يوم على اتفاقية السويد براعية أممية، يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة خطر الانهيار في ظل تنعت ميليشيات الحوثي تنفيذ بنود الاتفاق التي تنص على انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال أسبوعين، في حين تبرز مؤشرات على عودة محتملة إلى المواجهة العسكرية.
وأرسى الاتفاق هدنة لا تزال قائمة رغم وقوع اشتباكات في مدينة الحديدة ومناطق أخرى بالمحافظة بين الحوثيين والقوات الحكومية، كما اعتبر خطوة على طريق إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات
.
لكن تصاعد حدة التصريحات من الطرفين بشأن عرقلة تنفيذ اتفاق السويد أثار مخاوف من استئناف معركة السيطرة على الحديدة وموانئها الثلاثة التي أطلقها التحالف العربي العام الماضي سعيا لانتزاع هذه المنطقة التي تشكل آخر أهم منفذ بحري لجماعة الحوثي على البحر الأحمر.
وأعطى الاتفاق -الذي تم التوصل إليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي- جرعة من الأمل لملايين اليمنيين الذين يعتمدون
وقبل أيام، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن رئيس رئيس مايسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي تأكيده استحالة انسحاب قوات الحوثيين من الحديدة أو تسليم الميناء الرئيس للقوات الحكومية، مشيرا إلى أن الحكومة المعترف بها دوليا أساءت تفسير ما ورد في اتفاق ستوكهولم بشأن إعادة الانتشار في المدينة.
ورد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي باتهام الحوثيين بالتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، ودفع الوضع باتجاه القتال مجددا.
وللمرة الثانية، عرقلت ميليشيات الحوثي وصول رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، إلى مقر الوفد الحكومي في الحديدة، حيث كان من المقرر عقد اجتماع مع الفريق الجمعة.
وكان لوليسغارد قد التقى الوفد الحوثي في فندق تاج أوسان بالحديدة الخميس، في جلسة استمرت لساعات دون الوصول إلى اتفاق يذكر.
وقصف الانقلابيون، مساء الثلاثاء، مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة بقذائف الهاون مجدداً ضمن خروقات مستمرة للهدنة الأممية المعلنة نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأفاد مصدر عسكري أن قذيفة مدفعية سقطت قرب صوامع الغلال المليئة بكميات كبيرة من القمح تابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
واستهدف الحوثيون، لمرات عدة، مطاحن البحر الأحمر بالمدفعية، وأصابوا إحدى الصوامع، ما تسبب باحتراقها وإتلاف كميات كبيرة من القمح.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد كشف في وقت سابق قيام ميليشيات الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية، فيما حمل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، الانقلابيين مسؤولية تلف مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر، وتفاقم المجاعة، مؤكداً في بيان صحافي عدم سماح الحوثيين لموظفي المنظمة الدولية بالوصول إلى مخازن الحبوب.
وقال لوكوك إن كميات الحبوب تلك مخزنة في صوامع في مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر وقد تتعرض للتلف، فيما يشرف نحو 10 ملايين شخص في أنحاء اليمن على المجاعة.
وبالعودة الى محافظة أب التي أضحت الان مسرح عمليات الحربية للتحالف العربي حيث كانت من أبرز الخيارات المطروحة للتحرك العسكري لقوات الشرعية بعد توقف العمليات العسكرية في الحديدة، لتحقيق اختراقات جديدة في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها المحافظة على خريطة الحرب الدائرة. ومن الممكن أن تغيّر مسار الحرب في الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد، ابتداءً من الضالع وتعز وحتى الحديدة. مع ذلك، فإن الأهمية التي تمثلها الحديدة، جذبت إليها مع تمحور التصعيد حولها".
وقال تقرير للموقع العربي أن الضغوط الدولية التي أدت إلى وقف معركة انتزاع السيطرة على الحديدة من الحوثيين، أعطت دافعاً إضافياً يرفع فرص توجه الشرعية نحو التصعيد في محافظة إب، كميدان جديد للمعركة مع الجماعة انطلاقاً من الحسابات العسكرية التي يمكن أن يخلقها هذا التحرك.
ويشير التقرير أن التحرك على حدود إب لافتاً في توقيته، إذ إنه يتزامن مع دخول حرب التحالف في اليمن عامها الخامس، من دون أن تحقق أي نصر عسكري حاسم، تحديداً في الجبهات القريبة من العاصمة صنعاء. كما أن اقتراب المعارك من إب يتزامن مع اعتبار مصادر عسكرية في الشرعية، أن اتفاق الحديدة الذي رعته الأممالمتحدة في السويد قبل أكثر من ثلاثة أشهر، أصبح في حكم المنتهي، بفعل تعنّت الحوثيين ورفضهم تطبيق بنود الاتفاق، واستغلالهم له لترتيب أوضاعهم في المحافظة، بعدما كانوا تعرضوا لخسائر كبيرة من جراء المعارك مع القوات المدعومة من التحالف.
نفذ طيران التحالف غارات جوية يوم الجمعة استهدفت تجمعا لعناصر ميليشيا الحوثي بمنطقة مريس بالضالع وسط اليمن.وتدور اشتباكات مسلحة منذ عدة ايام بين قوات موالية للحوثيين واخرى من المقاومة والجيش الوطني وقوات الحزام . وقال شاهد عيان لصحيفة "عدن الغد" ان 3 غارات جوية نفذها طيران التحالف مستهدفا تجمعا للميلشيا .
الجدير بالذكر، أن الحوثيين خاضوا العديد من المعارك منذ توسعهم عام 2014، في إب، بدءاً من معركة الرضمة مع القبائل المناوئة للجماعة، ولاحقاً الحملة ضد المقاومة الشعبية في مناطق بعدان وحزم العدين، إلا أن الحسم لصالح الحوثيين كان النتيجة الحتمية لانتفاضات محاصرة من جميع الاتجاهات، يحشد إليها الحوثيون قواهم لكسرها. وكان المصير مماثلاً لما جرى في منطقة حجور بمحافظة حجة في الأشهر الأخيرة. ولا يزال من المبكر الحكم على أن التقدم الذي تحقق على أطراف إب، يمكن أن يمثل تهديداً كبيراً على سيطرة الجماعة في المحافظة.