حضور اليمن ممثل بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في أي قمة عربية أو اجتماع دولي كممثل لليمن ومعترف به كقانوني للدولة الشرعية يعتبر الحضور بحد ذاته انتصاراً للقضية اليمنية والدولة الشرعية في ظل وجود حرب في الساحة بين الدولة الشرعية والانقلاب عليها. ايضاً يعتبر انعقاد أي قمة عربية انتصار عربي يتمثل في اجتماع العرب لمناقشة قضاياهم ، وهذا الاجتماع بحد ذاته فقط يعتبر انعقاده معزز لمفهوم واحدية الوطن العربي وتوحد شعوبه سبنتج عنه اليوم او مستقبلاً وحدة موقف عربي تجاه كل القضايا التي تخص العرب كافة والانتصار لها. في قمة تونس كان الانتصار للقضية اليمنية ظاهراً وبارزاً من خلال ما طرحه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة في كلمته عن اليمن ، ومن خلال ما طرح فخامة الرئيس هادي في كلمته ايضاً ، لتشكل تلك الكلمتان تواجد قوي لقضية اليمن كقضية عربية هامة برزت ضمن قمة تونس ووصلت رسائلها للمجتمع العربي والمجتمع الإقليمي والدولي. الانتصار لقضية اليمن كان متكامل وشامل في الكلمتين . فالملك سلمان تطرق نحو وجوب القيام بدور خارجي نحو الداخل اليمني من خلال تأكيده لموقف المملكة المساند لدعم جهود الأممالمتحدة لتحقيق السلام عبر تصالح سياسي وفق المرجعيات الثلاث ، ومطالبته للمجتمع الدولي لإيقاف جرائم الحوثي التي يمارسها بحق اليمن واليمنيين ، ومعلناً استمرار المملكة بواجبها الإنساني والأخوي نحو اليمن من خلال مواصلة تقديم المساعدات الاغاثية والتنموية. الرئيس هادي فضح وعرى ما تمارسه ميليشيات الحوثي في الداخل اليمني كاشفاً ذلك أمام العالم الخارجي من شعوب عالمية ومجتمع دولي. حيث تطرق للجرائم الحوثية التي تفوق كل وصف واستهداف الميليشيات لأمن المملكة مبيناً تشكيل خطورتها على اليمن والمنطقة كلها الناجمة عن تبعيتها لمشروع إيراني فارسي يستهدف اليمن وأشقائه العرب على حد سواء ويستهدف ايضاً أمن المنطقة القومي والاقليمي. تلك الكلمتان كانت موفقة في الوصول معاً لنقطة هامة من حيث توضيح رغبة الدولة الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بتحقيق السلام في اليمن ، وكاشفة أن الحوثي هو المعرقل للسلام ، ليتضح جلياً أمام كل اعين العالم أن الحوثي هو سبب كل ما يدور في اليمن من حرب ومعاناة وفوضى وجرائم. كالعادة في بيان القمة ، يجب أن يشمل كل القضايا التي طرحت ، وأن لم يذكر بيان قمة تونس قضية اليمن فلا يعني ذلك عودة اللوم على القمة العربية ، وإنما يلام الطرف المستضيف للقمة والمتولي رئاستها. وهذا لا يعني غياب القضية اليمنية عن القمة مادام انها طرحت بقوة من قبل الملك سلمان والرئيس هادي وكان الطرح أمام العالم اوصل رسائل قوية للجميع ليتم عبره تحقيق انتصار للقضية اليمنية المتبلور بوجوب الوقوف مع الدولة الشرعية من أجل تحقيق السلام ضد الحوثي المعرقل لكل جهود السلام .