لا ننكر ذوق الصداقة بنكهة زمالة المدرسة المنبعثة من صميم القلوب والتي تعانق بعضها بعضا عبر همزة الوصل الرابطة بينهما (العلاقة الحميمة )ولكن ياترى هناك أخوة لم تجمع بينها رابطة النسب والحسب ولاحليب الأم وحجرها ولكنها صداقة قويت أواصرها وتوثقت عراها من محطة بزوغهاوهي المدرسة كما أنها صداقة تمضي وتنمو وترافق حياة الشخص منذو أول وهله في سن براءة الطفولة ماهي ؟ومن أين انطلقت؟ إنها زمالة المدرسة التي انبعثت من المدرسة -.فيالله كم يحن الفؤاد لإيام عشناها في المدرسة مع زملائنا أو في قاعة الفصل أو ملعب المدرسة !! سألت أحد زملائي من القرابة عن زملائنا الذين يسكن محاذيا لهم لكوني أبعد منهم من حيث السكن الحالي وتقطعت الإتصالات بيننا وبينهم بظروف الحياة ومشاغلها فكان يجدهم في سوق (زنجبار )وكلا منهم قد تغير كثير من ملامح شخصيته بتعاقب السنون مع تسارع مرور أيامها فكان الرد منهم بالمثل فهم يسألون عن أحوالنا كيف لا وقد قضينا معهم حقبة من الزمن فقد درسنامعهم سويا في مدرسة (بلال بن رباح )منذو الصف الرابع من العام2004 /2005حتى انتقالي إلى الصف السابع من العام 2006/2007 لم ننساهم رغم مرور ما يقارب عقدا من الدهر لماذا¿ لإنها زمالة المدرسة التي صحبتنا آنذاك .. وريثما الإنتقال إلى الصف السابع انتقلت إلى مدرسة جديدة لكسب زمالة أخرى في مدرسة سعد بن أبي وقاس شمال زجبار في (باجدار) وذلك في العام 2007/2008 ومن خلالها تعرفت على الكثير من الزملاء ولي فيها أكثر من موقف حينها استوى شجارا بين أحد زملائي مع أحد المعلمين ثم اظطر للإنتقال منها إلى مدرسة عباس المحاذية لملعب حسان ثم انتقلت معه وفي ذلك مصلحة لي كون المدرسة التي انتقلت أنا وزميلي منها في الفترة المسائية بينما مدرسة عباس في الفترة الصباحية ثم انتقلت إلى مدرستي الأولى (بلال بن رباح) لأواصل دراسة الصف الثامن ونحن على موعد مع امتحانات إكمال الشهادة الأساسية اندلعت حرب أبين عام 2011 عدت إلى مسقط الرأس جحين (آل الساكت) ومكثت أوصل دراستي في مدرستيِ العين ومجمع النخعي بالقوز حتى أكملت دراستي في الكلية ولله الحمد فما أجمل وما أروع أيام الدراسة !! هل استدار بك الزمان يوما لتتذكر كم من المواقف التي رافقت وصحبت جزاء من حياتك وأنت في مرحلتك الإبتدائية وعندما تفتح نافذة الذاكرة في المدرسة سوف تهب الأعاصير لتحمل بين طياتها حزمة من المواقف والذكريات التي عشتها.. مررت بجانب مدرستي الأم (هود جحين) وهي المدرسة الأولى التي درسنا فيها من الصف الأول ابتدائي2001 حتى الصف الخامس2006 حينها هبت عاصفة الشوق والحنين لأيام الدراسة فيها فقلت في نفسي لابد إن شاء الله زيارة لذلك الصرح التعليمي الرائد " بعد الأحداث والمجريات التي عصفت بزنجبارأبين وبعض أخواتها من مديريات المحافظة عدنا إلى منازلنا التي غادرنها وفي يوم من الأيام كنت أمشي لتوي بجانب أحدى المدارس فتذكرت زملائي وحن قلبي لإيام زمان مضى في المدرسة وبالأخص زميل غالي علي ويحضى كلا منا بمكانته من الآخر ولنا مواقف وذكريات لن تنسى فكانت معظم أوقاتي في المدرسة معه ونجلس في كرّاسة واحدة ... بلا شك أن كل من درس أن أحلى ذكرياته في المدرسة دخلت أحد الأرياف برفقة والدي وكان معظم زملائي من هذا الريف قلت لوالدي هل تذكر زميلي (صالح أبوهارون )؟ فوجدته نزل من دراجته وقد تغيرت كثير من ملامحه وأنا كذلك وكان هذا اللقاء في عام 2013بعد مدة مايقارب الست أوسبع سنوات. بدأت أنظر إليه فبعد أن كنا أطفالا صرنا شبابا عرفته مباشرة. وعرفني فقال :-عبدالسلام أهلا فرحب بي ورحبت به تبادلنا الحديث حول الدراسة وشيئا من قبيلها مع أنني على عجالة وحينها طلب كلا منا رقم الجوال ليسهل التواصل فيما بعد لكونه زميل وفي و كذاء أقرانه الآخرين نحمل كل التقدير والإحترام .. مما دفعني لكتابة مقالي هذا هو نفس الزميل المذكور انقطع الاتصال بيني وبينه فترة ثم عادت محاولة الإتصال وذلك بعد بحث طويل للحصول على رقمه..فكان يحدثني عبر الواتس فقال لي ياعبد السلام :-تذكرأيام الدراسة في عباس قلت له زدت الشوق ياصالح وتحركت مشاعري وهبت عاصفة الشوق والحنين لدى كل منا وبدأ يطلق عبارات الشوق والتمني ياليت الزمن يعود!! تحدثت مع أحد زملائي في مدرسة بلال فسألته عن أخبار زملائنا فقال لي تعرف فلان وفلان قلت نعم:-أخبرني عن حالهما فكان الجواب عن أحدهما قتل متأثرا بجروحه جراءشظايا قذيفة أثناء حرب2015والآخر قضى روحه في ساحِةالكرامة بالمخاء...حفظ الله زملائنا وأصدقائنا أمدهم بالصحة والعافية.. والله الموفق عبدالسلام الساكت الثلاثاء 1/8/2019