كتب: عبدالسلام الساكت . ويتمحور ماسيأتي ذكره إن شاءالله حول نبذة يسيرة ل: قرية جحين آل ( الساكت) م̷ِْن حيث موقعها،ووضعهاماضيا،وحاضرا،ومقارنة بين أيامها المنطوي صفحاتها والآن . كما أن هذا المقال منقول م̷ِْن صفحتي الرسمية على (فيسبوك) نشر في العام المنصرم 2017.. "بين يدي النبذة" تقع قرية جحين آل (الساكت) في الجنوب الغربي ل: صرة النخعي،وتبعدعنهاحوالي12أو13كيلومتر، ويتراوح عددسكانها في الآونة الماضية مابين 170إلى180نسمه تقريبا،وتعد القرية الجوهر، والمحطة لكل القرى المجاورة لها، وذلك لمقربتها م̷ِْن الخط الرئيسي ،وكما عهدت في السابق بإنها مكان التقاءو،مقيل لبعض أفراد القرى المحاذيها لها فضلا عن أفراددها .. "لمحة م̷ِْن ماض السنين" لقدعشنا في قريتنا آل (الساكت )ماشاءالله م̷ِْن الأعوام ونمارس مهامنا وأنشطتنا اليومية من مسقط الرأس فيالله كم يحن القلب للأيام التي خلت مع ماصوحبت م̷ِْن المواقف ،والذكريات الجميلة التي قضيناها في ريفنا،وحيناالجميل آنذاك،وكنا نجتمع في مسجد الحي لأداءشعيرة الصلاة- حينما كان الحي مكتظ بعماره، وساكنيه،ونتصافح بأيادي بيضاء، وقلوب نظيفة سلخت م̷ِْن الأضغان،والأحقاد. "عوامل تجسيد المحبة والوئام بين قاطنيها" "ذكريات " لازلت أذكر بعضامن جلسات السمر،والتعلل كونها قريبة- لمنزل الفقيد هادي الساكت المجاور لمنزلنا،وذلك لتناول الحديث، وكان في العامين 2004-2005وأنافي الصف الرابع ابتدائي -والمكان آنذاك يسوده الهدوء،وكأنهم ملتزمون بأدآب المناقشة،والحوار، ويناقش الآباء،والأجداد بعض القضاياءوالمجريات، وعلى وجه الخصوص ذات الشأن السياسي ،وكأنهم محللين سياسيين ،ولم يعلموا يوما م̷ِْن الدهر ماسيحمله المستقبل م̷ِْن تطورات،وأحداث،ولا إلى أي مدى تصير الأمور وتتغير بتعاقب السنون وانقضائها ،وكما أذكرشيئا يسيرا م̷ِْن الذكريات وأنافي مرحلتي الإبتدائة في المدرسة مابين سن التاسعة أوالعاشرة . "مقارنة مابين الماضي والحاضر للقرية" ممالاشك فيه أن الماضي لن يعود ،وأن مماليس له ماض لاحاضرله، وإذاقورن وقتنا الحاضر بتلك الايام السالفة نجد الفرق الشاسع، والتباين الكبيرمقارنة بالماضي ڼعم ْ لقدتجولت في بعض المنازل في الحي مع عمي الصغير (أحمد) وبدأت أقلب النظرالى جدرانها ،وزواياها فإذاهي كالاشباح فقلت في نفسي سبحان الله -هل من عودة لماضيك الجميل !؟ ثم بدات أيظا التساؤل مع نفسي مِِت ؟؟! ى ستعود إلى قريتنا الحياة ،كما ملئت عيناي إلى تلك الديار وهي تشتاق إلى سكانهاالذين قادروهابعد أن كانت في ماض الأعوام عامرة بهم، فبينما هي يقادر منِْه♡ِْ̨̐ا أهلها تترا الأول تل والآخر خلال فترة وجيزة.. "تعداد القرية سابقا وحاليّا " سبق في مقدمة هذالمقال ذكر عدد سكانها قديما،- أما سكانهاالقاطنين فيها الآن فهو رقم ل0 أتوقعه، ولم يكن في حسباني! إذا كم هوعددسكانها ڼعمً إن ْ عددسكانها الآن ل0 يتجاوز الأحدعشر نسمة، وربما أقل . يعني عبارة عن أسرتين صغيرتين لاغير !والدليل على ذلك عندما وجه إلي سؤالا م̷ِْن عمي ومعه زميله الذي طالما يقضي وقته معه كونهما الواحيدان في الحي اللذان لم يتجاوزا ال17أو18من العمر.. ونص السؤال (مارأيك ياعبدالسلام تعود إلى الحي لإمامة المصلين والقيام بمتطلبات المسجد الأخرى؟ وحقيقة كان السؤال بالنسبة لي محرجا للغاية -أجبتهم عن السؤال في نفسي.. وإن عدت إلى منزلنا أين الناس لنؤمهم في المسجد؟ وهم لايتجاوزا ال3و4اشخاص ولو كان الرهط الذين فيها مشغولون بمشاغل الحياة من سيدخل المسجد ..وإذا لعبا كرة قدم أين الهجوم؟ ،والدفاع؟،والوسط،؟وبقية اللاعبين ...؟! وأقولها بكل صراحة المسجدأحيانا لم يصل فيه الا المسافرون ..إذا وضع مأسآوي جدا ليس من الجانب الإقتصادي ولكن من الجانب النفسي لأن طبيعة البشر الإستئناس بمن حوله من عالمه (البشر) ،وهي اليوم أضحت شبيهة بما تبقي من آثار الأشباح وذلك لأسباب سيأتي ذكرها .. أسباب الهجرة منها إلى مناطق أخرى: أما الدوافع والأسباب التي أسهمت في هجرة أهلها فجمة ،وكثيرة. ومن أبرزها الخروج منها إلى مناطق حضرية وغالبيتها في زنجبارأبين لغرض تسهيل عيشهم الكريم بطرق سهله، وميسرة فقد كان البعض منهم يقوم بتوفير أحتياجاته من بيع الأحجار التي اشتهرت بها القرية، وبعض جارتها من القرى .. تنكر ونسيان: نجد بين الحين والآخر بعض التنكر، والنسيان من قبل بعض الأشخاص أو الأسر الذين نشأوا،وترعرعوا فيها حتى قال غير واحد لوعادت القرية (ذهبا) لماعدت اليها ،ولكن مستحيل هذا ،ولا نعلم ماالسبب لإطلاق تلك العبارة ،ولكن لانوجه إليه اللوم ،والعتاب فالله تعالى يعلم مابداخل القلوب. لكونه عند دخوله يحن قلبه للماضي الذي لاعودة له كحنين الناقة صغيرها الميت __لأن فيها ذكرياته الجميلة ،أو يتذكر المآسي والآلآم التي مرت به فلا يحتمل البقاء فيها لأنه ليس له سوى أمرين اثنين فعندما يجره الشوق، والحنين إلى الورى لايدري أيبتسم لأن ذكرياته جميلة ؟أم يبكي على ماضيه فيها لأنه لايعود؟! "حال القرية حاضرا " وفي المقابل عندمانحد النظرإلى قريتنا تأتي عاصفة الشوق ،والحنين وهذه غريزة كل إنسان يعشق، ويهوى المكان الأول لمسقط رأسه ولكن للاسف نجد علامة الحزن ،والأسى تعلو جدرانها ،وإذا بها ربما تكاد في مسقبل الأيام خاوية م̷ِْن السكان تماما إلا أن يشاءالله.. فهي لاتزال تعاني ويعاني بضعها م̷ِْن الأمرين (فراق ،وهجران-إهمال الأرض الخصبة)..ولكن ياترى كيف ألحق بها الأسى،والكآبة وربما لحق أفرادها ولماذ. ؟ ربماتوصف ديار جحين (آلساكت )بوصف يضاهي وصف الشاعر الجاهلي في عصره عندما يبتدئ قصيدته بمقدمتها الطللية فيصف معشوقته، ويخاطب منزلهاالذي تركته فيقف وقفة يتأمل الدار وينظر أماكن ربط الخيام،وأيقن أنه لم يبقى ڵهٍ سوى ذكرياتها، أو آثار بالية خلفتها في ديارها فيخاطب ديارها م̷ِْن شدة الحزن الذي ألم به: فينثر أبياته الشعرية فيقول: - يادار عبلة بالجواءتكلم واعمي صباح وديار آل الساكت ربما تشكو م̷ِْن أهلها إلى أهلها مثل الخصومة عندما تحدث بين العبد وسيده ،أو بين الأمير وجند م̷ِْن جنده.. فْيَگ الخصام وأنت الحكم… "الدافع الرئيس لكتابة ه̷̷ََُْذآ المقال " لقد كتبت هده الأسطر لأعبر عمّا بداخلي، ومايدور في وجداني من الشوق، والحنين لقريتنا على أمل بإذن الله أن تعودإلى عهدها السابق، .لماتنقلت بين أرجائها وجدت أشياء تثير الدهشة والإستغراب وذلك أن أركان البيوت بالية،والأبواب مصدية ،والسقوف الخشبية،ملئت بخيوط العناكب.! لازال أبنائها يحنون لها،وإن هم قدفاروقها فمازال الشوق يكبر معهم ويرافق حياتهم فهي حقيقة قرية بها أشخاص يحبون الثقافة،ويعشقون الأقلام،ومنهم درس دراسات عليا،ودرس الإعلام ،فطرة،وسليقة كأمثال نابغتي آل الساكت في الصحافة والإعلام: (ناصر عبدالله الساكت-وهادي عوض الساكت).. "سؤال" ل0 أظن ان أحد من أبنائها لايوجه لنفسه ه̷̷ََُْذآ السؤال ونصه( مِِت ؟؟! ى سيعود إلى الديار عمّارها ؟أم هل سيرجع بعض أبنائها إليها للإستئاس ببعضهم ؟أو يسبتدلون استئناسهم بجنسهم البشري بإخوانهم م̷ِْن مسلمي الجن!! وهذا السؤال يوجهه معظهم خاصة الذين بلغ بهم الكبر مبلغه! فإن لم يجد م̷ِْن يجيبه يجيب نفسه هو… إذا فمتى ستعود إليها بسمتها؟! القرية لايثنيها كل المجريات ،والمعطيات التي عصفت بها. فيتواجد ابنائها فيها عند الظروف ويتوافدوا م̷ِْن أماكن مختلفة فهذا يبدي رأيه ،وذاك يدلي باقتراحه المناسب،وذايظهر نقده البنّاء ،ويتمنى كلا منهم استمرار مثل تلك اللقاءآت،والإجتماعات كي تعاد للقرية نوعا ما من صميم الوحدة .والتآلف.. ولكنها مجرد ساعات أوبضعة أيام،ثم تصبح في خبركان!! "مع الصدرالأول " كنت أجلس مع أجدادي وبالأخص جدّي (عوض ناصر) واطلب منه تفيؤ ظِلالا م̷ِْن ذاكرة الماضي ،لكن أحيانا يغض الطرف عن فتح نافذة الماضي لكونه يتذكر هو وإخوانه ألونا م̷ِْن الذكريات التي صحبت جزاءكبيرا م̷ِْن حياتهم سواء كان فرحها وسرورها ،أوضدها.. فقدتحملوا الكثير،والكثير،وعاصرتهم القضاياءالكبيرة رغم صغرسنهم في تلك الفترة.. فقد كان بعضهم بمثابة الوالد الحاني لكل ساكنيها… ولكن مع ذلك كله ل0 نيأس م̷ِْن رحمة الله فالله تعالى يغر مابين غمضة عين، وانتباهتها م̷ِْن حال إلى حال.. فستصبح إن شاءالله في يوما م̷ِْن الأيام كبقية القرى بجانبها وليس على الله بعزيز….