تكالب الأعداء على الجمهورية الإسلامية في إيران من جميع الأقطار بهدف إنهاء نظامها الجمهوري الذي جسد الديمقراطية والتطور والنمو برغم حصار العالم لها في مختلف المجالات فوجدت إيران نفسها وحيدة معتمدة على ذاتها وقدراتها وخبراتها، فتطورت وتقدمت برغم ما واجهته من تحديات وصعوبات ومشاكل، لكنها كانت تتجاوزها بكل صبر وثبات وعزم وإرادة بحيث جعلتها من الدول المتصدرة في الصناعات التكنولوجية التي تمتلك أحدث أنواع الأسلحة المتطورة، وتحتفظ بها للدفاع عن نفسها وتهاجم كل من اعتدى عليها ظلما وعدوانا و بغيا. إن الحاقدين والكارهين لها كثيرون لأنها بدافع الإسلام المحمدي الأصيل كانت الوحيدة من بين الدول العربية والإسلامية التي تدافع عن فلسطين، وتجعلها قضيتها الأساسية والمحورية حين تخلى عنها العرب، وبقية المسلمين، وكانت معهم تساعدهم ماليا وتدعمهم نفسيا وبخبراتها تعلمهم وتمدهم بكل ما يريدون، وهذا ما قاله "الشهيد يحيى السنوار" في أحد خطاباته عندما شكر من أحسنوا إلى الفلسطينيين وزودوهم بما كان ينقصهم، فكانت إيران هي الداعم الرئيسي لهؤلاء المقاومين، وهذا ما جعل الحقد يتصاعد على إيران لأنها الوحيدة التي كانت تريد تحرير فلسطين من قبضة اليهود بعدما تخلى العرب والمسلمون عن دورهم في تحريرها في الوقت الذي كانت فيه إيران هي من تساعد بلا مقابل لأنها لا تريد جزاء ولا شكورا كونها تشعر بأمانة المسؤولية الملقاة على عاتقها، وحين تخلى العرب عن دورهم بدل الله قوماً يقومون بالدور العظيم الذي سيخلفه الله عليهم، وعلى من معهم من المحور بنصر عظيم (يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى 0للَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى 0لْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى 0لْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ 0للَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ 0للَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَ0للَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ) فهؤلاء من علموا بما أوجبه الله عليهم وتحملوا المسؤولية بإخلاص وأمانة، وكانوا عند المستوى العالي الذي يمكنهم من مواجهة الأعداء، ويلحقونهم بهزيمة مدوية وينحدر الظلم والاستكبار فمن تمسك بحبل الله، وكان معه بنية مخلصة كان الله معه لأنه عليم بالنوايا وما تخفي الصدور. إن العاقلين والمفكرين والإنسانيين في كل دول العالم الذين يفكرون برؤية وحكمة يعلمون علم اليقين أن إسرائيل وأمريكا، ومن معهما تسرعوا وتورطوا توريطا إلى أخمص أقدامهم في العداء لإيران، وهذه "حكمة الله في خلقه" جعلتهم هم المعتدين بدون وجه حق حتى تكون الحجة عليهم كبيرة، فالمعتدي دائما وحتما يكون في عداد المهزومين، وحكمة الله أيضا أظهرت المنافقين بشكل واضح، والذين بدت من أفواههم الفحشاء والمنكر وحتى لا ينخروا في ظهر وقلب الأمة لا زال امتحان الله لهم يكشفهم أكثر وأكثر. وفي هذا السياق نتذكر كلمة لمقام شهيد الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه حيث قال "إن النصر لا يأتي لخليط" أي أن يكون واضحا وجليا لمن يكون ولمن يستحق، فسبحان مسير الأمور، وسبحان كيف يدير كونه وعالمه، فهو المتحكم والآمر والناهي والمسيطر يعطي النصر لمن يشاء.