بأوجز عبارة فى ذلك الامر يقول الله عز وجل {﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ 0لۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ 0لظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارٗا 82﴾ [الإسراء: ] فالشفاء هنا خاص بالمؤمنين، وهو بالدرجة الاولى شفاء نفسى وروحى كما فى قوله تعالى {﴿يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي 0لصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ 57﴾ [يونس: 57] وكما فى قوله ﴿ وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ وَ0لَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٞ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًىۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ 44﴾ [فصلت: 44] لكن ثمة شفاء للابدان يشترك فى اثره المؤمن والكافر بغض النظر عما يعتقد وهو الوارد فى قوله تعالى: {﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى 0لنَّحۡلِ أَنِ 0تَّخِذِي مِنَ 0لۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ 0لشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ 68 ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ 0لثَّمَرَٰتِ فَ0سۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ 69﴾ [النحل: 68-69] ولنضرب مثالا يوضح ما ذكرناه حينما نزل قول الله تعالى {﴿مَّن ذَا 0لَّذِي يُقۡرِضُ 0للَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَ0للَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245] وسمعها فنحاص اليهودى وجماعة منهم فكان رد فعلهم ماذكره الله فى قوله {لَّقَدۡ سَمِعَ 0للَّهُ قَوۡلَ 0لَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ 0للَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ 0لۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ 0لۡحَرِيقِ 181 ال عمران} فكانت الاية خسارا عليهم فلاهم آمنوا ولاهم تصدقوا وانما توهموا ان الله فقير طالما انه يطلب قرضا، وعمى عن قلوبهم ان الله هو الغنى وخلقه جميعا فقراء وان القرض الذى يخرجه الانسان لفقير سيجد جزاءه عند الله لكن انظر الى وقع هذه الاية واثرها عند المؤمنين وذلك انه حينما سمعها ابو الدحداح قال: ياله من رب كريم يعطينا ويرزقنا فاذا تصدقنا قال لنا هو قرض عندى سأوافيكم به, ياله من رب كريم، اشهدك يارسول الله انى قد اقرضت حائطى لله فقال له النبى هل عندك غيرهما قال: لا، قال: فاجعل احدهما لولدك والاخر لربك، وتلك هى واقعية الاسلام ووسطيته فى الانفاق{﴿وَ0لَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا 67﴾ [الفرقان: 67] *- الشيخ طارق نصر القاهرة