و قرأتُ يوماً مقولة " ما يُزرع في النفس يُنبت في ملامحنا " و أما الان ما من ملامح و حتى النفس ذابلة ، أتعلم لطالما أراد والداي الانتقال و كُنتُ دائماً ما أرفض لسببٍ وجيه . لقد كان في حيّي شخصٌ لطيف كان ذا روحٍ بهيجة ، يُرغمك على الابتسام ما إن رأيته حتى ولو لم ترِد ذلك . ثم تفاقم الأمر يوماً و قلتُ لِخليلتي إن أجمل ما في الدنيا هو أقرب شخصٍ الى المرء ، نعم قد كان هو قريب لِلحد الذي كنت أشعر و كأنه حقاً هنا يعني كنّا توأماً شيئا كهذا ، لا أحد يراه سواي ، حتى لا أحد سيراه يوماً كما رأيته أنا ، و حتى في أسوأ حالاتي كنت دائماً ما أدعو له كان قلبي لا يغفل عنه . لكن ذات يوم لم يعُد هنا ، حتى حيُّنا بدأ يتغرّب ، لقد بحثت في كل مكان و ما من جدوى . دائماً في كل جدال و في كل مرة لم أكُن أعلم أكان في قلبي أم في قلبك الوجع ! كنتُ أخشى أن أعاتبك و أكون أنا المخطئُ ، حتى اليوم علِمت أنني طيلة هذه السنوات كنتُ وحدي هنا ، أنا من وقع و ارتطم بالأرض و أنا من أمسك بيدي ومسحَ على قلبي ، أنا من بقى ليلاً يبكي و يلملم اشلائه المبعثرة ، وأنا من وقف صامداً رغم الدمار الذي بداخلي . من الصعب جداً أن نعيش في دوامة مثل هذه ، و لطالما أخبرتك أنك اذا لم تتحلَّ بالشجاعة ستخسر دائماً . أتتذكر اليوم الأول ، اللقاء الأول ، و الكلمة الأولى ! من المؤسف لقد كان جميلاً . إنه يا عزيزي آخر ما أكتب ، ليس كرهاً ولكن شقاءً ، ف داخلي لم يعُد يحتمل أكثر . كتفك كان هشاً ، كان بالأمس و اليوم لم يكُن ! ربما من المستحيل أن نفترق و لكن في عالمٍ موازي من العسير أن نستمر . أخبرك شيئاً ، إنني أغادر قريباً إلى بلدة لطيفة ، حيٌ جميل و أُناس لطيفون ، أغادر الى منزلٍ جميل ذا هواءً طلِق ، و شرفة دافئة . لستُ هناك و لكن حتماً ستجري الأمور على ما يرام ، دُمتَ سالماً .