استمعت لكلمة معالي وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء المهندس احمد بن احمد الميسري اكثر من مرة أدهشني ماقاله من كلام لا ينطقه الى شخص سياسي محنك حسب حسابها لكل جملة ينطقها . في أكثر من قضية دخل صلب الموضوع دون أن يستخدم اي مراوغات سياسية بل فضل أن يكون جلاد ينطق بما يعرفه الناس ولكن يعجزون البوح به أو أصواتهم محصورة في نطاق جغرافي صغير عكس صوته المسموع داخليا وخارجيا.
لاشك أن الميسري لم يخلوا من المراوغات وتحديداً عندما قدم المؤتمر الشعبي العام حامل سياسي للقضية الجنوبية كمكون سياسي جنوبي مع باقي المكونات الجنوبية ،هنا دقدقة مشاعر رهيبة وخطاب ساحر جعل الجميع يصفق له وفعلا كان أكثر من رائع خطابه.
رسائل كثيرة وجهة حسب نظري للتحالف ولكن جميع تلك الرسائل ليست مهمة فالجميع يعلم ذلك ماعدى رسالة واحد تكراره نحن شركاء مع التحالف وعليهم النظر في ذلك ويقصد التجاوزات التي يستخدمها التحالف في الأراضي اليمنية المحررة.
خطاب سياسي رائع وكلمة ارتجالية ليست بأول مرة يتحدث في المهندس احمد الميسري كهذا، الجميع يعرف خطاباته ولباغته في الحديث ولكن خطابه الأخير جعلني أشعر بأنه الخطاب الاخير لاحمد الميسري وهذا مجرد احساس لا اكثر .
ربما رأيت عنوان هذا المقال بالخطاب الاخير لان الميسري لن يتحدث في خطاب آخر كما تحدث بكلمته الأخيرة في إلقاء التشاوري لأبناء عدن وهذا مستحيل أن يحدث الكلمة التي أخذت وقت يقارب ،15 دقيقة واجزاء ايضا حملت كل شيء فيها ماحدث ومايحدث وما في الحاضر يتم التخطيط لحدوثه.
هكذا كان الميسري يعتلي منصة القاعة الاتحادية كقائد عسكري وليس كمهندس وضعا يديه عن زوايا المنصة التي وضع فوقها ورقة الكلمة ،وبدأ يتحدث ويجلد كل من قصر في حق هذا الوطن لإرضاء أجندة خارجية طالبا أن يكون الجميع تحت راية اسماء الديمقراطية وليس انا ومن بعدي الطوفان.
حجز الميسري اليوم له رصيد جديد في قلوب الناس تمنوا مسؤول جنوبي يحلق بهم في الواقع القادم وليس بيع الأوهام سمعت الناس تلك الكلمة المليئة بالحزن و الضياع اذا استمر الوضع كهذا فشعروا أن الوقت قد بدء لعمل تغيير قبل فوات الاوان.
هذه قناعاتي في ظهور الميسري كقائد عسكري مخاطب الذين سيستمعوا كلمته على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي قبل من يقف أمامه في القاعة ، ربما كان يريد ارسال تلك الرسائل ايضا إلى الشعب اليمني عامة والشعب الجنوبي خاصة ويقول لهم اسمعوا هذه الكلمة .
هكذا يترجم خطاب الميسري القوة لن تكون الا عبر الشعب والتغيير لن يحدث إلا عبرهم ايضا والازدهار وبناء الدولة لن يقوم على اسماء أو مكونات سياسية أو حزبية الا بالشعب فهل سيعلم الشعب ويبدأ بالتغيير فمنصب التكليف ليس كمنصب التشريف مع أنه منصب واحد.