من منطلق ان الجنوب ليس الأناس مارقين وخارجين عن الدين, وانهم كفار تأويل يوجب قتالهم ,وجه الامام الناصر محمد بن احمد الحسن عام 1692م بتجهيز حملة عسكرية لغزو الضالع كما فعل أحفاده اليوم بهدف احتلالها بعد ان فشل في غزو ما عرف ببلاد المشرق ( البيضاء ويافع ) قبلها بسنوات . قاد الحملة الغازية على الضالع المدعو/ علي يحيى بن الحسين المؤيد بن المؤيد بن القاسم والامير سعيد قاضي ومسعود واسعد الذين جعلوا من منطقة رداع نقطة حشد لقواتهم ومن جبن مركز متقدم للأمام للقيادة والسيطرة على مجريات المعركة. من مديرية قعطبة, كانت انطلاق المعركة نحو الضالع, كما هو حالنا اليوم بجحافل ذو عدة وعتاد ومدد كبير ,لمواجهة قوات قبلية متعددة ومحدودة الإمكانيات. امام هذه الغزو البربري الغاشم غير المتكافئ اطلقه قبائل الضالع ما يعرف بعملية النفس الطويل التي اطلقها أحفادهم اليوم ,بهدف استنزافهم والحد من قوة اندفاعهم ثم انتقلوا الى تكتيك سحب قواتهم من الوسط مع ابقاء الميمنة والميسرة , ليبتلع جنود الامام الطعم ويندفعوا عن بكرة ابيهم في عمق جبهة القتال سعياً وراء الغنائم , مما جعل قواتهم في النسق الخلفي تثق بنصرهم وعدم تعزيزهم وانتظار عودتهم . بعد ذلك اطبقت ميسرة وميمنة قبائل الضالع على القوة المندفعة فحشرتهم في زاوية ضيقة لا مخرج لها الا عبر فوهات بنادقهم , كما حدث الايام الماضية ويحدث الان لأحفادهم في نفس المكان مع اختلاف الأشخاص والزمان , فقتلت منهم ما قتلت وأسرة منهم ما أسرة وجعلت إمامهم يصلي العصر في جبن جهرا والمغرب سراً و كان من بين من تم اسره قائد الحملة علي بن يحيى بن الحسين والأمراء سعيد ومسعود واسعد ¸واليوم يتكرر الأمر باسر قائد الحملة العميد /الكبسي وعدد ممن يحتلون نفس مكانة سعيد ومسعود واسعد, لكن مشكلتهم انهم لايتعضون ولا يقرؤون التاريخ . بالتزامن مع الانتصارات التي تحققت على جبهة الضالع شنت قوات سلطان يافع السفلى , السلطان معوضه بن عفيف هجوماً مباغتاً على الانساق المتأخرة لجيش الامام الناصر فأثخنت في قتلهم وأسرهم , وهو ما افسح المجال لقبائل الضالع لملاحقة الغزاة في جبال مريس وجبن سعياً وراء رأس الإمام الناصر الذي فر هارباً الى رداع ثم الى أنس وهو يتمتم ثأركم من تيم أحفاد الرسول , وتيم هو الاسم القديم للضالع . فهل ما يجري في الضالع هو ثأر لعار عسكري في جبين الامام الناصر كما كان في جبين عفاش الذي رفع جيشة شعار العار قبل الدار في هزيمة سبتمبر 1978م ليثأر لها في صيف 1994م ؟ وهل الضالع ستعيد الكره بالتكامل مع يافع وتلاحق راس الأفعى في جحورها لتحقق أمنية الأجداد في النيل منها ووئيدها ؟